responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 585

دعائهم إلى ربهم، فنزلت هذه الاية، فأعلمه الله أنه ليس إليه فلاحهم وأنه ليس إليه إلا أن يبلغ الرسالة ويجاهد حتى يظهر الدين. وكان الذي كسر رباعيته وشجه في وجهه عتبة بن أبي وقاص، فدعا (ع) عليه الا يحول عليه الحول حتى يموت كافرا، فمات كافرا قبل حول الحول. وقيل: انه هم بالدعاء عليهم، فنزلت الاية تسكيناله، فكف عن ذلك. وقال أبوعلي الجبائي: انه استأذن ربه يوم أحد في الدعاء عليهم، فنزلت الاية، فلم يدع عليهم بعذاب الاستئصال وإنما لم يؤذن فيه لما كان في المعلوم من توبة بعضهم، وإنابته، فلم يجز أن يقتطعوا عن التوبة بعذاب الاستئصال. فان قيل كيف قال " ليس لك من الامر شئ " مع أن له أن يدعوهم إلى الله ويؤدي إليهم ما أمره بتبليغه؟ قيل: لان معناه ليس لك من الامر شئ في عقابهم أو استصلاحهم حتى تقع إنابتهم، فجاء الكلام على الايجاز، لان المعنى مفهوم لدلالة الحال عليه وأيضا فانه لايعتد بما له في تدبيرهم مع تدبير الله لهم، فكأنه قال ليس لك من الامر شئ على وجه من الوجوه.

وقوله: " أو يتوب عليهم " قيل في معناه قولان:

أحدهما - أو يلطف لهم بما يقع معه توبتهم، فيتوب عليهم بلطفه لهم.

والاخر - أو يقبل توبتهم إذا تابوا، كما قال تعالى " غافر الذنب وقابل التوب " [1] ولاتصح هذه الصفة إلا الله عزوجل، لانه يملك الجزاء بالثواب، والعقاب. فان قيل: كيف قال " أو يعذبهم " مع ما في المعلوم من أن بعضهم يؤمن؟ قيل: لانهم يستحقون ذلك باجرامهم بمعنى أنه لو فعل بهم لم يكن ظلما، وان كان لايجوز أن يقع لوجه آخر يجري مجرى تبقيتهم لاستصلاح غيرهم. وقيل في نصب " أو يتوب عليهم " وجهان:

أحدهما - أنه بالعطف على " ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم " " أو يتوب عليهم أو يعذبهم " ويكون " ليس لك من الامر شئ " اعتراضا بين المعطوف والمعطوف عيله كما تقول: ضربت زيدا فانهم ذاك وعمرا.


(1) سورة المؤمن آية: 3.

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 585
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست