responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 552

الفسق؟ قلنا لا يجب ذلك، لان ذكر اسوداد الوجوه وابيضاضها لا يمنع أن يكون هناك وجوه أخر مغبرة أو نحوها من الالوان أو يكون أدخلوا في جملة الكفار الذين اسودت وجوههم على التغليب لاعظم الصفتين كما يغلب المذكر على المؤنث، وليس ذكر اليوم بأنه تسود فيه وجوه وتبيض وجوه بمانع من أن يكون فيه وجوه عليها الغبرة، كما أن القائل إذا قال هذا يوم يعفو فيه السلطان عن قوم ويعاقب فيه قوما لا يدل على أنه ليس هناك من لايستحق واحدا من الامرين على أن الاية تدل على أن " الذين اسودت وجوههم " هم المرتدون، لانه قال " أكفرتم بعد إيمانكم " وليس كل الكفار هذه صورتهم، جاز لنا إثبات فاسقين مثل ذلك، وليس قوله: " يوم تبيض وجوه وتسود وجوه " يجري مجرى قوله:

" وإذا بشر أحدهم بالانثى ظلل وجهه مسودا " [1] لان ذاك إنما ذكر على وجه المثل، كأنه قال حال الذي يبشر بالانثى بمنزلة حالة من اسود وجهه، لما حدث فيه من التغير: وإن لم يسود في الحقيقة. وعرفنا عن ذلك دليل، وليس في هذه الاية ما يدلنا على العدول عن ظاهرها.

وجواب أما في قوله: " فأما الذين اسودت " محذوف وتقديره " فأما الذين اسودت وجوههم " فيقال لهم " أكفرتم بعد ايمانكم " فحذف لدلالة اسوداد الوجوه على حال التوبيخ حتى كأنه ناطق به، وقد يحذف القول في مواضع كثيرة استغناء بما قبله من البيان، كقوله: " ولو ترى إذا المجرمون ناكسوا رؤسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا " [2] أي يقولون ربنا لدلالة تنكيس الرأس من المجرم على سؤال الاقالة. وقيل في قوله تعالى: " وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا " [3] معناه يقول " ربنا تقبل منا " ومثله " والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم " [4] أي يقولون " سلام عليكم " ونظائر ذلك كثيرة جدا.


(1) سورة النحل آية: 68. (2) سورة الم السجدة آية: 12.

(3) سورة البقرة آية: 127. (4) سورة الرعد آية: 25.

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 552
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست