responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 547

النار، ولا يجب من ذلك أن تكون أفعالهم أفعالا للنبي (صلى الله عليه وآله)، ولا مشاركا لهم.

ومعنى ألف بين قلوبهم وأنقذهم من النار أنهم دعاهم إلى الايمان وبين لهم وهداهم، ورغبهم وحذرهم، فلما كان إسلامهم ونجاتهم بمعونته ودعائه، كان هو المؤلف لقلوبهم، والمنقذ لهم من النار على هذا المعنى، لاأنه صنع أفعالهم، وأحدثها.

فان قيل: فقد فعل الله مثل ذلك بالكافرين هلا قلتم أنه ألف بينهم؟ قلنا: لاتقول ذلك وإن كان فعل بهم في الابتداء مثل الذي فعل بالمؤمن، لانه لم يوجد منهم إيمان، فلايجوز إطلاق ذلك عليهم، ولما وجد من المؤمن ذلك جاز إضافة ذلك إلى الله تعالى وجرى ذلك مجرى قوله " هدى للمتقين " أنه اضيف إلى المتقين من حيث اهتدوا به. وان كان هداية للكافرين أيضا. ويجوز أن يقال: ألف الله بين الكفار، فلم يأتلفوا وانقذهم، فلم يستنقذوا، فيقيد ذلك، كما قال: " وإما ثمود، فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى " [1] ولا يجوز أن يقال: هدى الله ثمود ويسكت. ومثل ذلك لو أن إنسانا اعطى ولدين له مالا وإمرهما بالتجارة وبين لهما وجوه المكاسب فكسب أحدهما ما لا واستغنى، وضيع الاخر، فافتقر جاز أن يقال أن فلانا أغنى ولده الغني، ولا يجوز أن يقال اغنى ولده الفقير على أنا لا نقول ان الله تعالى فعل بالكافر جميع ما فعل بالمؤمن، لان الذي سوى بينهما ما يتعلق بازاحة العلة في التكليف من الاقدار والاعلام والدلالة، وما به يتمكن من فعل الايمان، فأما الالطاف التي يفعلها الله بالمؤمن بعد إيمانه التي علمها له بعد الايمان ولم يعلمها للكافر، فلا نقول أنه فعل بالكافر مثلها، ولا يمتنع أن تكون هذه الزيادة من الالطاف مشروطة بحال الايمان، فالاطلاق لايصح على كل حال.

قوله تعالى:

(ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير يأمرون بالمعروف


(1) سورة حم السجدة آية: 17.

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 547
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست