responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 522

وفي قلوبهم الكفر، فاطلعه الله على أسرارهم وما في ضمائرهم.

اللغة، والمعنى:

وقوله " كيف " أصلها للاستفهام، والمراد بهاههنا إنكار أن تقع هذه الهداية من الله تعالى. وإنما دخل (كيف) معنى الانكار مع أن أصلها الاستفهام، لان المسؤل يسأل عن أغراض مختلفة، فقد يسأل للتعجيز عن إقامة البرهان، وقد يسأل للتوبيخ مما يظهرمن معنى الجواب في السؤال، وقد يسأل لما يظهر فيه من الانكار، فالاصل فيه الاستفهام، لكن من شأن العالم إذا أورد مثل هذا أن يصرف إلى غير الاستعلام إلا أنه يراد من المسئول طلب الجواب، فان قيل كيف خص هؤلاء المذكورون بمجيئ البينات مع أنها قد جاءت كل مكلف للايمان قيل عنه جوابان:

أحدهما - لان البينات التي جاءتهم هي ما في كتبهم من البشارة بالنبي (صلى الله عليه وآله).

الثاني - للتبعيد من حال الهداية والتفحيش لتجويزها في هذه الفرقة. وقوله:

" والله لايهدي القوم الظالمين " فالهداية ههنا تحتمل ثلاثة أشياء.

أولها سلوك طريق أهل الحق المهتدين بهم في المدح لهم والثناء عليهم.

الثاني - في اللفظ الذي يصلح به من حسنت نيته. وكان الحق معتمده، وهو أن يحكم لهم بالهداية.

الثالث - في ايجاب الجواب الذي يستحقه من خلصت طاعته، ولم يحبطهما بسوء عمله. فان قيل كيف أطلق قوله: " والله لا يهدي القوم الظالمين " مع قوله " فأما ثمود فهديناهم " قلنا: لانه لا يستحق اطلاق الصفة بالهداية إلا على جهة المدحة كقوله أولئك الذين هدى الله. فأما بالتقييد، فيجوز لكل مدلول إلى طريق الحق اليقين.

وليس في الاية ما يدل على صحة الاحباط، للايمان ولا إحباط المستحق عليه من الثواب، لانه لم يجر لذلك ذكر. وقوله: (كفروا بعد ايمانهم) يعني بعد

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 522
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست