responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 509

فلو كان في ليلي سدى من خصومة * للويت أعناق الخصوم الملاويا [1]

ومنه لويت الغريم ليا وليانا إذا مطلته حقه قال الشاعر:

تطيلين لياني وأنت ملية * واحسن ياذات الوشاح التقاضيا

فقيل لتحريف الكلام بقبله عن وجهه: لي اللسان به، لانه فتله عن جهته. وقوله: (لفريقا) نصب بأنه اسم (ان) واللام لام التأكيد ويجوز دخولها على اسم (ان) إذا كان مؤخرا، فان قدم لم يجز دخولها عليه، لاتقول:

ان لزيدا في الدار. وإنما امتنع ذلك لئلا يجتع حرفا التأكيد، لان (ان) للتأكيد واللام للتأكيد أيضا فلم يجز الجمع بينهما لئلا يتوهم اختلاف المعنى، كما لم يجز دخول التعريف على التعريف، والتأنيث على التأنيث، فأما قولهم: جاءني القوم كلهم أجمعون، فكل تأكيد للقوم وأجمعون تأكيد لكل. وقوله: (لتسحبوه من الكتاب) معناه لتظنوه. والفرق بين حسبت وزعمت: أن زعمت يحتمل أن يكون يقينا أو ظنا، وحسبت لايحتمل اليقين أصلا. وقوله: (ألسنتهم) جمع لسان على التذكير كحمار وأحمره. ويقال ألسن على التانيث كعناق وأعنق.

المعنى:

وقوله: " وما هو من عند الله " دلالة على أن المعاصي ليست من عندالله بخلاف ما تقوله المجبرة. ولا من فعله، لانها لو كانت من فعله، لكانت من عنده، وليس لهم أن يقولوا إنها من عنده خلقا وفعلا، وليست من عنده انزالا ولا أمرا، وذلك أنها لو كانت من عنده فعلا أو خلقا، لكانت من عنده على آكد الوجوه فلم يجز إطلاق النفي بأنها ليست من عند الله. وكما لايجوز أن تكون من عند الله من وجه من الوجوه، لاطلاق النفي بأنه ليس من عند الله، فوجب العموم فيها باطلاق النفي.


(1) قائله مجنون بني عامر، ولم نجده في ديوانه، وهو في اللسان (شدا)، (شذا)، (لوى) والاغاني 2. 23. وغيرها.

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 509
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست