responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 475

هذا حكاية لقول الحواريين حيث قالوا " آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ". قالوا " ربنا " ومعناه يا ربنا ونصبه، لانه نداء مضاف. " آمنا " أي صدقنا. وإنما لم يقل رب العباد آمنا للاختصاص بما أنعم به عليهم من الايمان الذي أجابوا إليه دون غيرهم ممن عدل عنه. وإنما قال " ربنا آمنا " على لفظ الخطاب ولم يعدل إلى لفظ الغائب، فكان أبلغ في التعظيم، كما تقول السمع والطاعة للملك، فيكون أفخم من أن يقال: لك أيها الملك، لان المشاهدة أغنت عن التصريح بالخطاب وصار كالاستدلال له مع الغنى عنه وليس كذلك استعماله مع الحاجة إليه، لانه لايدل على ابتداء له. فان قيل لم حذف (يا) من يا ربنا آمنا، ولم يحذف من " يا عبادي لاخوف عليكم " [1]؟ قلنا حذف للاستغناء عن تنبيه المدعو، وليس كذلك الثاني لانه بشارة للعباد ينبغي أن يمد بها لان سماعها ما يسر. وقوله: (واتبعنا الرسول) فالاتباع سلوك طريقة الداعي على الاجابة إلى ما دعا إليه، وليس كل إجابة اتباعا، لان اجابة الدعاء يجوز على الله تعالى ولا يجوز عليه الاتباع. وقوله:

(فاكتبنا مع الشاهدين) قيل معناه قولان:

أحدهما - اثبت اسماءنا مع اسمائهم لنفوز بمثل ما فازوا، وننال من الكرامة مثل ما نالوا، ونستمتع بالدخول في جملتهم والانضمام إليهم. الثاني - يصل ما بيننا وبينهم بالخلة على التقوى، والمودة على سلوك طريق الهدى، وتجنب طريق الردى، وعلى هذا يكونون فيه بمنزة من كتب عليهم. وحقيقة الشاهد المخبر بالشئ عن مشاهدة، وقد يتصرف فيه، فيقال: البرهان شاهد بحق أي هو بمنزلة المخبر به عن مشاهدة. ويقال هذاشاهد أي معد للشهادة والمراد في الاية الشاهدين بالحق المنكرين للباطل.

قوله تعالى:

(ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين) [54] آية.


(1) سورة الزخرف آية 68.

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 475
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست