responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 461

من الامر سمي بذلك لظهور السرور في بشرة وجهه عند إخباره بما يسره، لان أصله البشرة وهي ظاهر الجلد. وقوله: (بكلمة منه) هو المسيح سماه الله كلمة على قول ابن عباس وقتادة وذلك يحتمل ثلاثة أوجه: سمي بذلك، لانه كان بكلمة الله من غير والد وهو قوله: " كن فيكون " [1]. الثاني - لان الله تعالى بشربه في الكتب السالفة، كما تقول: الذي يخبرنا بأمر يكون (إذا خرج موافقا لامره) [2] قد جاء في قول لي وكلامي. فمن البشارة به في التوراة آتانا الله من سببنا، فأشرق من ساعير واستعلن من جبال فاران. وساعير هو الموضع الذي بعث منه المسيح (ع). الثالث - لان الله يهدي به كما يهدي بكلمته. والقول الثاني مما قيل في الكلمة: أنها بمعنى البشارة كأنه قيل ببشارة منه: ولد اسمه المسيح والتأويل الاول أقوى، لقوله: " إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه " [3]، ولانه معلوم من دين المسلمين أن كلمة الله المسيح (ع) وإنما ذكر الضمير في اسمه وهو عائد إلى الكلمة، لانه واقع على مذكر، فاذا ذكر ذهب إلى المعنى، واذا أنث ذهب إلى اللفظ. وقيل في تسمية المسيح مسيحا: قولان:

أحدهما - قال الحسن، وسعيد: لانه مسح بالبركة. وقال آخرون: لانه مسح بالتطهر من الذنوب. وقال الجبائي سمي بذلك، لانه مسح بدهن زيت بورك فيه. وكانت الانبياء تتمسح به. فان قيل: يجب على ذلك أن يكون الانبياء كلهم يسمون مسيحا؟ قلنا: لايمتنع أن يختص بذلك بعضهم، وإن كان المعنى في الجميع حاصلا، كما قالوا في ابراهيم خليل الله. وأصله ممسوح عدل عن مفعول إلى فعيل. وقوله: (وجيها) نصب على الحال. ومعنى الوجيه الكريم على من يسأله


(1) سورة البقرة آية: 118 وسورة آل عمران آية: 47 وسورة الانعام آية: 73 وسورة النحل: 40 وسورة مريم آية: 35 وسورة يس آية: 82 وسورة المؤمن آية: 68 (2) ما بين القوسين من مجمع البيان وكان في المطبوعة نقص في هذا الموضع كما أن الجملة التي بعدها لاتقرأ.

(3) سورة آل عمران: 17

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 461
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست