responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 440

لم يحتمل الوجوه.

قوله تعالى:

(إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) [33] آية واحدة.

معنى الصطفى: اختار واجتبى وأصله من الصفوة، وهذا من حسن البيان الذي يمثل فيه المعلوم بالمرئي وذلك أن الصافي هو النقي من شائب الكدر فيما يشاهد فمثل به خلوص هؤلاء القو م من الفساد لما علم الله ذلك من حالهم لانهم كخلوص الصافي من شائب الادناس. فان قيل: بماذا اختارهم أباختيار دينهم أو بغير؟

قيل فيه ثلاثة أقوال:

أحدها - بمعنى أنه اختار دينهم واصطفاه، كما قال: " واسأل القرية " [1]

وهذا قول الفراء:

و (الثاني) قال الزجاج واختاره الجبائي. انه اختيارهم للنبوة على عالمي زمانهم.

الثالث - قال البلخي: بالتفضيل على غيرهم بما رتبهم عليه من الامور الجليلة، لما في ذلك من المصلحة.

والاصطفاء هو الاختصاص بحال خالصة من الادناس. ويقال ذلك على وجهين. ويقال: اصطفاه لنفسه أي جعله خالصا له يختص به. والثاني - اصطفاه على غيره أي اختصه بالتفضيل على غيره وهو معنى الاية فان قيل: كيف يجوز اختصاصهم بالتفضيل قبل العمل؟ قيل: إذا كان في المعلوم أن صلاح الخلق لايتم إلا بتقديم الاعلام لذلك بما قدم من البشارة بهم، والاخبار بما يكون من حسن أفعالهم والتشويق إليهم بما يكون من جلالتهم إلى غيره من الايات التي تشهد لهم، والقوى في العقول والافهام التي كانت لهم، وجب في الحكمة تقديم ذلك لما فيه


(1) سورة يوسف آية: 82.

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 440
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست