responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 403

والميعاد، والوعد إذا اطلقا تناولا الخير، والشر. يبين ذلك قوله (ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ماوعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا) [1] ولايجوز أن يقال وعد بالخير فأما وعد بالشر، فيجوز. واللام في قوله: " ليوم لاريب فيه " معناه في يوم وإنما جاز ذلك لما دخل الكلام من معنى اللام وتقديره جامع الناس للجزاء في يوم لاريب فيه، فلما حذف لفظ الجزاء دخلت على مايليه فأغنيت عن في لان حروف الاضافة متآخية، لما يجمعها من معنى الاضافة. قد كان يجوز فتح أن في قوله: " إن الله لايخلف " على تقدير " جامع الناس ليوم لاريب فيه " ل " إن الله لا يخلف الميعاد " ولم يقرأ به.

قوله تعالى:

(إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا واولئك هم وقود النار) [10] آية واحدة بلا خلاف.

المعنى:

إن قيل كيف تتصل هذه الاية بما قبلها؟ قلنا: اتصال الوعيد بالدعاء، للاخلاص منه خوفا من استحقاق المتوعد به، والفرق بين " لن تغني عنهم من الله " وبين لن تغنيهم عن الله شيئا. أن لن تغنيهم عن الله لا يدل على الوعيد كما يدل " لن تغني عنهم من الله " لان تقديره من عذاب الله. ومعنى من ههنا يحتمل أمرين: قال أبوعبيدة معناها: عند. وقال المبرد: من ههنا على أصلها، لابتداء الغاية. وتقديره " لن تغني عنهم " غناء ابتداء الشي ء الذي خلقه، ولايكون الغناء إلا منه، فمن هذه تقع على ما هو أول الغناء وآخره والوقود: الحطب، والوقود اللهب. وهو إيقاد النار. والغنى ضد الحاجة. وبمعنى " لن تغني عنهم من الله " أنه إن يكون شئ تبقى الحاجة إلى الله تعالى بل الحاجة باقية على كل حال.


(1) سورة الاعراف آية: 43.

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 403
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست