نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 346
لم يفتنا بالوتر قوم وللضيم * رجال يرضون بالاغماض [1]
أي بالوكس قوله: (واعلموا ان الله غني حميد) ههنا معناه أنه غني عن صدقاتكم وإنما دعاكم إليها لنفعكم، فأما " حميد " ففيه ثلاثة أقوال:
أحدها - أنه مستحق للحمد على نعمه. الثاني - موجب للحمد على طاعته.
والثالث - قال الحسن: معناه مستحمدا إلى خلقه بما يعطون من النعم لعباده أي مبتدع لهم إلى ما يوجب لهم الحمد. وحميد في هذا الموضع أليق من حليم كما أن حليما أليق بالاية المتقدمة من حميد، لما بيناه وإنما قلنا ذلك لانه لما أمرهم بالانفاق من طيب ماكسبوه بين أنه غني عن ذلك وأنه يحمدهم على ما يفعلونه إذا فعلوه على ما أمرهم به ومعناه أنه يجازيهم عليه.
قوله تعالى:
(الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم) [268] آية واحدة بلا خلاف.
المعنى:
معنى الاية الوعد من الشيطان أنكم من أخرجتم من أموالكم الصدقة وأديتم الزكاة الواجبة عليكم في أموالكم افتقرتم ويأمركم أيضا بالفشحاء من المعاصي وترك طاعته. والله (تعالى) يعد بالمغفرة منه والستر عليكم، والصفح عن العقوبة " وفضلا " يعني ويعدكم أن يخلف عليكم خيرا من صدقتكم ويتفضل عليكم ويسبغ عليكم في أرزاقكم قال ابن عباس: اثنان من الله، واثنان من الشيطان.
فاللذان من الشيطان الوعد بالفقر والامر بالفحشاء. واللذان من الله المغفرة على المعاصي والفضل في الرزق.