نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 216
وقوله: " فان خفتم فرجالا أو ركبانا " [1] نصب على فصلوا [2] وهو حال الصلاة خاصه لاحال معنى فأنتم رجال أو ركبان، كيف تصرفت الحال. ويجوز - في العربية - فاخوانكم على النصب على تقدير: فاخوانكم تخالطون، والوجه الرفع، لما بيناه.
اللغة:
وقوله: " ولو شاء الله لاعنتكم " معناه: التذكير بالنعمة في التوسعة على ما توجبه الحكمة مع القدرة على التضييق الذي فيه أعظم المشقة، والاعنات: الحمل على مشقة لا تطاق فعلا. وعنت العظم عنتا اذا أصابه وهن أو كسر، وأعنته إعناتا إذا عسفه [3] بالحمل على مكروه لا يطيقه. وعنت عنتا إذا اكتسب مأثما، وتعنته تعنتا إذ لبس عليه في سؤاله له. والاكمة العنوت: هي الطويلة من الاكام، وأصل الباب المشقة.
المعنى:
وقال البلخي: في هذه الاية دلالة على فساد قول من قال: إنه تعالى لايقدر على الظلم، لان الاعنات - بتكليف ما لا يجوز في الحكمة - مقدور له، إذ لو يشاء لفعله.
وقال الجبائي:: لوأعنتهم لكان جائزا حسنا، لكنه تعالى وسع على العباد، لما في التوسعة من تعجيل النعمة. وفي الاية دلالة على بطلان قول المجبرة [4]
في البدل، وتكليف ما لا يطاق، أما البدل، فلانهم يذهبون إلى النهي عن الكفر الموجود في حالة بأن يكون الايمان بدلا منه، وهذا أعظم ما يكون من الاعنات، لانه أمر له [5] بالمحال، هو ليكن منك الايمان بدلا من الكفر الموجود في
(1) سورة البقرة آية: 239. (2) في المطبوعة " فضلوا " بتشد الضاد.