أي بعت. والشراء استبدال العوض بالثمن. وشرى باع واشترى ابتاع.
وشرا هاهنا مجاز، لان أصله في الاثمان من العين، والورق، لذلك لايقال:
باع متاعه إذا تصدق به، لان الاظهر إذا أطلق أنه باعه بالثمن.
وقوله تعالى: " ابتغاء مرضات الله " معناه طلب مرضات الله، ومثله " حذر الموت " [4] قال الشاعر: [5]
وأغفر عوراء الكريم ادخاره * وأعرض عن شتم اللئيم تكرما [6]
ولا يجوز قياسا على ذلك فعله زيداأي لزيد. ويجوز فعله خوفا، لان في ذكر المصدر دليلا على العرض الداعي إلى الفعل، وليس كذلك ذكر زيد، والمرضاة والرضى واحد وهو ضد السخط.
قوله تعالى: " والله رؤف بالعباد " قد بينا فيما مضى معنى الرؤف. والخلاف فيه، ومعناه ذو رحمة واسعة بعبده الذي شرى نفسه له في جهاد من جاهد في أمره من أهل الشرك، والفسوق. وإنما ذكر الرؤف بالعباد هنا للدلالة على أنه انما رغب العبد في بيع نفسه بالجهاد في نفسه رأفة به، وحسن نظر له، ليبتليه من الثواب المستحق على عمله ما لا يجوز أن يصل إليه في جلالته إلا بتلك المنزلة.