responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 10  صفحه : 268

يقول الله تعالى (عبس وتولى) ومعناه قبض وجهه وأعرض، فالعبوس تقبض الوجه عن تكره، والعبوس البسور وهو التقطيب وعبس فلان في وجه فلان مثل كلح، ومنه اشتق اسم عباس، ومعنى (تولى) أعرض وذهب بوجهه عنه فصرفه عن ان يليه يقال: تولى عنه بمعنى أعرض عنه، وتولاه بخلاف تولى عنه، فان تولاه بمعنى عقد على نصرته، وتولى عنه أعرض.

وقوله (أن جاءه الاعمى) معناه عبس لان جاءه الاعمى، وقال ابن خالويه:

تقديره إذ جاءه الاعمى المراد به عبدالله بن أم مكتوم - في قول ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك وابن زيد - وقال الفراء: كانت أم مكتوم أم ابيه.

وقال غيره: كانت أمه. وقال ابن خالويه ابوه يكنى أبا السرج. واختلفوا فيمن وصفه الله تعالى بذلك، فقال كثير من المفسرين وأهل الحشو: إن المراد به النبي (صلى الله عليه وآله)قالوا وذلك أن النبي (صلى الله عليه وآله)كان معه جماعة من أشراف قومه ورؤسائهم قد خلابهم فاقبل ابن أم مكتوم ليسلم فأعرض النبي (صلى الله عليه وآله)عنه كراهية أن تكره القوم إقباله عليه فعاتبه الله على ذلك. وقيل: إن ابن أم مكتوم كان مسلما، وإنما كان يخاطب النبي (صلى الله عليه وآله)وهو لا يعلم أن رسول الله مشغول بكلام قوم، فيقول يا رسول الله.

وهذا فاسد، لان النبي (صلى الله عليه وآله)قد أجل الله قدره عن هذه الصفات، وكيف يصفه بالعبوس والتقطيب، وقد وصفه بأنه (على خلق عظيم) [1] وقال (ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك) [2] وكيف يعرض عمن تقدم وصفه مع قوله تعالى (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) [3] ومن عرف النبي (صلى الله عليه وآله)وحسن أخلاقه وما خصه الله تعالى به من مكارم الاخلاق وحسن


[1] سورة 68 القلم آية 4 [2] سورة 3 آل عمران آية 159 [3] سورة 6 الانعام آية 52 (*)

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 10  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست