responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 435

لا دلالة فيه، ولا يمتنع ان يذكر قوما، ويخبر عنهم، ثم يستأنف قوما آخرين، فيخبر عنهم على ان مشركي العرب قد اضافوا إلى الله البنات فدخلوا في جملة من قال: " اتخذ الله ولدا ".

ومعنى قوله: " لولا " هلا، كما قال الاشهب بن رميلة:

تعدون عقر النيب أفضل مجدكم * بنى ضو طرى لولا الكمي المقنعا [1]

أي هلا تعقرون الكمي المقنعا. وانما قال: " أو تأتينا آية " وقد جاءتهم الآيات، لانهم طلبوا آية، كما ان آية الرسل توافق دعوتهم، ويكلمهم الله كما كلمهم الله.

والمعني بقوله " كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم " اليهود على قول مجاهد. وعلى قول قتادة والسدي والربيع: اليهود والنصارى. والضمير في قوله:

" تشابهت قلوبهم " يعني كناية عن قلوب اليهود والنصارى ـ على قول مجاهد ـ

وعلى قول الربيع وقتادة: عن العرب واليهود والنصارى وغيرهم، فقوله " تشابهت قلوبهم " يعني في الكفر، بالاعتراض على انبياء الله بالجهل، لان اليهود قالت لموسى:

" أرنا الله جهرة " وقالت النصارى للمسيح: " أنزل علينا مائدة من السماء ".

وقالت العرب لمحمد (صلى الله عليه وآله): حول لنا الصفا ذهبا، وغير ذلك. وكذلك قال الله تعالى: " أتوا صوابه " [2] وروي عن ابن إسحاق انه قرأ " تشابهت "

بتشديد الشين ـ خطأ، لان ذلك انما يجوز في المضارع. بمعنى تتشابه ـ فتدغم احدى التاءين في الشين ـ هكذا قال الفراء، وغيره من أهل العلم.

وقوله: " قد بينا الآيات لقوم يوقنون " معناه أيقن بها قوم من حيث دلتهم على الحق، فالواجب على كل هؤلاء ان يستدلوا بها، ليصلوا إلى اليقين كما وصل غيرهم اليه بها.


(1) وقيل انه لجرير وهو مذكور في ديوانه: 338. وروايته افضل سعيكم. وقد مر في 1: 319. والبيت من قصيدة طويلة في مناقضة جرير والفرزدق. والكمي: الشجاع.

(2) سورة الذاريات: آية 51. (*)

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 435
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست