نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 376
واحل لهما كل شئ بشرط الا يشركا بالله ولا يشربا الخمر ولا يزنيا، ولا يقتلا النفس التي حرم الله فعرضت لهما امرأة للحكومة فمالا اليها، فقالت لهما لا اجيبكما حتى تعبدا صنما وتشربا الخمر، وتقتلا النفس، فعبدا الصنم وواقعاها، وقتلا سائلا مر بهما خوفا ان يشهر امرهما في حديث طويل، لافائدة في ذكره. قال كعب فو الله ما امسيا من يومهما الذي اهبطا فيه حتى استكملا جميع ما نهيا عنه فتعجبت الملائكة من ذلك ثم لم يقدر هاروت وماروت على الصعود إلى السماء وكانا يعلمان الناس السحر ومن قال: بعصمة الملائكة، لم يجز هذا الوجه. وقال قوم من اهل التأويل: ان ذلك على عهد ادريس. وانما قوله: " انما نحن فتنة ".
اللغة:
فالامتحان والفتنة والاختبار نظائر. يقال فتنه فتنة وافتتن افتتانا. وقال ابو العباس، فتن الرجل وأفتن [1] بمعنى اختبر. وتقول: فتنت الرجل، وافتنته.
ولغة قريش: فتنته قال الله تعالى: " وفتناك فتونا " [2] وقال " ولقد فتنا سليمان " [3]، وقال اعشى همدان:
لئن فتنتنى فهي بالامس افتنت * سعيدا فأمسى قد قلا كل مسلم [4]
فجاء باللغتين. وقوله تعالى: " فظن داود أنما فتناه " [5] اي اختبرناه.
ويقال فتنت الذهب في النار: اذا اختبرته فيها، لتعلم اخالص هوام مشوب. فقيل ـ
لكل ما أحميته في النار: ـ فتنته. وتقول فتنت الخبزة في النار: اذا أنضجتها.
ومثله يقال في اللحم. قوله: " والفتنة أشد من القتل " [6] اي الكفر أشد