فقال: اضحى، ثم قال: ولا امسيت. ومثله " يحسب ان ماله اخلده " (3) اي يستخلده. وقال بعض الكوفيين انما قال: " فلم تقتلون انبياء الله من قبل " واراد به الماضي كما يقول القائل ـ موبخا لغيره، ومكذبا له: لم تكذب، ولم تبغض نفسك إلى الناس. قال الشاعر:
اذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة * ولم تجدي من ان تقري به بدا (4)
فالجزاء المستقبل، والولادة كلها قد مضت، وجاز ذلك لانه معروف. وقال قوم: معناه فلم ترضون بقتل انبياء الله إن كنتم مؤمنين. وقالت فرقة ثانية: فلم تقاتلون انبياء الله فعبر عن القتال بالقتل، لانه يؤول اليه.
قوله تعالى:
" ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون [92] آية بلا خوف.
المعنى:
" ولقد جاءكم موسى " يعني جاء اليهود موسى " بالبينات " الدالة على صدقه وصحة نبوته. كقلب العصاحية، وانبجاس الماء من الحجر، واليد البيضاء، وفلق البحر، والجراد، والقمل، والضفادع، وغيرها من الآيات. وسماها بينات، لظهورها وتبينها للناظرين اليها انها معجزة لا يقدر على أن يأتي بمثلها بشر. وانما هي جمع بينة
(1) ديوانه 85 وانساب الاشراف 5: 32. من قصيدة قالها في الوليد بن عقبة بن ابي معيط