نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 345
برسول الله " ص " قبل مبعثه فلما بعثه الله في العرب، فقال لهم معاذ بن جبل وبشير ابن معرور: يا معشر اليهود اتفوا الله واسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد (صلى الله عليه وآله)ونحن اهل الشرك، وتخبرونا بانه مبعوث. فقال لهم سلام بن مثكم: ما جاء بشئ، وما هو بالذي كنا نذكر لكم. فانزل الله ذلك. وقال قوم:
معنى " يستفتحون " يستحكمون ربهم على كفار العرب. كما قال الشاعر:
اي محاكمتكم. قال قوم: معناه يستعلمون من علمائهم صفة نبي يبعث من العرب، وكانوا يصفونه. فلما بعث انكروه.
واما جواب قوله: " ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم " فقال قوم: ترك جوابه استغناء بمعرفة المخاطبين. معناه كما قال: " ولو ان قرآنا سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى " (2) فترك الجواب، وكان تقديره ولو ان قرآنا سوى هذا القرآن سيرت به الجبال، اوقطعت به الارض، او كلم به الموتى لسيرت بهذا. ترك ذلك لدلالة الكلام عليه وكذلك الآية الجواب فيها محذوف لدلالة قوله: " فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به " وقال آخرون: قوله: " كفروا " جواب لقوله: " ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم ". ولقوله: " ولما جاءهم ما عرفوا ". ونظيره قوله: " فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون " (3) فصار قوله: فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون جوابا لقوله: " فاما يأتينكم "، ولقوله: " فمن تبع هداي "، ومثله في الكلام قولك ما هو إلا ان جاءني فلان، فلما ان قعد وسعت له، فصار قولك: وسعت له جوابا لقولك: ما هو إلا ان جاءني، ولقولك: فلما ان قعد. وجاء الاول للكتاب وجاء الثاني ـ قيل: إنه ـ للرسول، فلذلك كرر. وقوله: فلعنة الله على الكافرين "