responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 343

" سكرت ابصارنا " [1] وقوله: " الذين كنت اعينهم في غطاء عن ذكري " [2]

ومثله " بل هم منها عمون " [3] وقوله: " صم بكم " [4]. لان العين اذا كانت في غطاء لم ينفذ شعاعها فلا يقع بها ادراك، فكأن شدة عنادهم بحملهم على رفع المعلومات.

واللعن هو الاقصاء والابعاد. يقال: لعن الله فلانا يلعنه لعنا. فهو ملعون، ثم يصرف مفعول إلى فعيل، فيقال: هو لعين. كما قال الشماخ بن ضرار:

ذعرت به القطا ونفيت عنه * مقام الذئب كالرجل اللعين [5]

أي المبعد: فصار معنى الآية قالت اليهود: " قلوبنا في اكنة مما يدعونا اليه " محمد (صلى الله عليه وآله). فقال الله: ليس ذلك كما زعموا ولكنه تعالى اقصاهم وأبعدهم عن رحمته وطردهم عنها، لجحودهم به وبرسله.

وقوله تعالى: " قليلا ما يؤمنون " قال قتادة: قيل منهم من يؤمن. وقال قوم: " قيلا ما يؤمنون " أي لا يؤمنون إلا بقليل مما في أيديهم. والذي نقوله ان معنى الآية ان هؤلاء الذين وصفهم الله تعالى قليلوا الايمان بما انزله الله تعالى على نبيه محمد " ص " ولذلك نصب قوله " قليلا " لانه نصب على نعت المصدر المتروك. وتقديره لعنهم الله بكفرهم، فأيمانا قليلا يؤمنون. ولو كان الامر على ما قال قتادة، لكان القليل مرفوعا، وكان تقديره فقليل ايمانهم. وقال قوم من اهل العربية: ان ما زائدة لا معنى لها. كقوله: " فبما رحمة من الله لنت لهم " [6]

وتقديره الكلام: قليلا يؤمنون، وانشد بيت مهلهل

لو بأبانين جاء يخطبها * ضرج ما انف خاطب بدم [7]

يعني ضرج انف خاطب. وما زائدة. وقال قوم: ذلك خطأ في الآية وفي البيت وان ذلك من المتكلم على ابتداء الكلام بالخبر عن عموم جميع الاشياء اذا كانت


[1] سورة الحجر: آية 15 [2] سورة الكهف: آية 102 [3] سورة النحل آية: 66 [4] سورة البقرة آية 17. [5] ديوانه: 92. في المطبوعة والمخطوطة " دعوت " بدل ذعرت. [6] سورة آل عمران آية 159. [7] الكامل 2: 68. وروايته " خضب " بدل

" ضرج " وفي المطبوعة والمخطوطة " بانين " ومع ذلك غير منقطة. ابانان: ابان الاسود وابان الابيض. (*)

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 343
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست