responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 340

شكر. والمعنى في " قفينا " اتبعنا بعضهم بعضا على منهاج واحد، وشريعة واحدة، لان كان من بعثه الله نبيا بعد موسى إلى زمن عيسى بن مريم (ع) فانما بعثه باقامة التوراة والعمل بما فيها والدعاء إلى ما فيها، فلذلك، قال: " وقفينا من بعده بالرسل " يعني على منهاجه وشريعته.

وقوله: " واتينا عيسى بن مريم البينات " اعطينا عيسى بن مريم الحجج والدلالات على نبوته من احياء الموتى وابراء الاكمه والابرص ونحو ذلك من الآيات التي دلت على صدقه وصحة نبوته.

وقوله: " وايدناه بروح القدس " أي قويناه واعناه. يقال منه ايدك الله، أي قواك الله. وهو رجل ذو ايد وذو اياد أي ذو قوة ومنه قول العجاج:

من ان تبدلت بآدي آدا [1]

يعني بقوة شبابي قوة الشيب قال الشاعر:

ان القداح اذا اجتمعن فرامها * بالكسر ذو جلد وبطش أيد [2]

يعنى بالايد القوي قال قتادة والسدي والضحاك والربيع: روح القدس هو جبرائيل " ع ". قال: ابن زيد ايد الله عيسى بالانجيل روحا كما جعل القرآن روحا كلاهما روح الله كما قال: " وكذلك أوحينا اليك روحا من امرنا ". وروى الضحاك عن ابن عباس ان الروح: الاسم الذي كما يحيى به الموتى. واقوى الاقوال قول من قال:

هو جبرائيل (ع) لان الله تعالى ايد عيسى به كما قال تعالى " يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي التي انعمت عليك وعلى والدتك إذ ايدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا واذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل " [3] فاخبر انه ايده به ناو كان المراد به الانجيل لكان ذلك تكرارا. وانما سمي الله تعالى جبرائيل روحا واضافه إلى القدس، لانه كان بتكوين الله روحا من عنده من غير ولادة والد ولده. وقال قوم سمي روحا لانه كان بمنزلة الارواح للابدان تحيى بما يأتي به من


[1] اللسان " ايد " والبيت الذي بعده: لم يك ينآد فامسى انآدا. وفي المطبوعة باد آذا [2] مروج الذهب 3: 104. قائله عبدالله بن عبدالاعلى.

[3] سورة المائدة آية 113. (*)

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست