responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 279

انهم اعترفوا بما يوجب عليهم غضب الله. ومنه قول الشاعر:

إني ابوبعثرتي وخطيئتي * ربي وهل إلا إليك المهرب

وأما الغضب. قال قوم: ما حل بهم من البلاء والنقمة في دار الدنيا بدلا من الرخاء والنعمة. وقال آخرون: هو ما بينا لهم في الآخرة من القاب على معاصيهم.

وقوله: " ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله " إشارة إلى ما تقدم ذكره من ضرب الذلة والمسكنة، وإحلال غضبه بهم، لانه يشتمل على جميع ذلك ومعنى " بأنهم " أي لاجل أنهم كانوا يكفرون بآيات الله، فعلنا [1]

بهم ما فعلنا من انواع العذاب.

وقوله: " يقتلون النبيين بغير الحق " لا يدل على أنه قد يصح أن يقتلوهم بحق، لان هذا خرج مخرج الصفة لقتلهم. وانه لا يكون إلا ظلما بغير حق:

كما قال: " ومن يدع مع الله إله آخر لا برهان له به " [2] وكما قال: " رب احكم [3] بالحق ". وكما قال الشاعر:

على لا حب لا يهتدي بمناره ومعناه ليس هناك منار يهتدى به. ومثله كثير.

وقوله: " ذلك بما عصوا " إشارة إلى ما انزل الله من الذلة والمسكنة بما عصوا من قتلهم الانبياء وعدوهم في السبث وغير ذلك. وقيل معناه: نقض العهد.

وكانوا يعتقدون في قتل الانبياء. انه روي انهم كانوا اذا قتلوا النبي في أول النهار قامت سوق بقتلهم في آخره. وانما خلى الله بين الكافرين، وقتل الانبياء، لينالوا من رفيع المنازل مالم ينالوه بغيره وليس ذلك بخذلان لهم كما فعل بالمؤمن من أهل طاعته. وقال الحسن: ان الله تعالى ما امر نبيا بالحرب الا نصره. فلم يقتل: وانما خلى بينه وبين قتل من لم يؤمر [4] بالقتال من الانبياء. والذي نقوله: إن النبي


[1] في المطبوعة (فعلناه) [2] سورة المؤمنون آية 118 [3] سورة الانبياء آية 112 [4] في المخطوطة والمطبوعة " يؤمن " (*)

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست