responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 111

عباس أن الله تعالى لماضرب هذين المثلين للمنافقين وهو قوله (كمثل الذي استوقد نارا) وقوله (أو كصيب من السماء) قال المنافقون الله أجل من (أن يضرب مثلا) إلى آخر الآية وقال الربيع بن أنس هذا مثل ضربه الله للدنيا لان البعوضة تحيا ما جاعت فاذا سمنت ماتت فشبه الله تعالى هؤلاء بانهم اذا امتلؤوا أخذهم الله كما قال تعالى (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شئ إلى آخر الآية) [1] ـ إلى ان قال ـ (حتى اذا فرحوا بما اوتوا أخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون) (2) وقال قتادة معناه أن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها أي لا يستحيي من الحق أن يذكر منه شيئا ما قل أو كثر إن الله تعالى حين ذكر في كتابه الذباب والعنكبوت قال اهل الضلالة ماذا اراد الله من ذكر هذا؟ فانزل الله تعالى (ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها: الآية) وكل هذه الوجوه حسنة واحسنها قول ابن عباس لانه يليق بما تقدم وبعده ما قال قتادة وليس لاحد ان يقول: هذا المثل لا يليق بما تقدم من حيث لم يتقدم للبعوضة ذكر وقد جرى ذكر الذباب والعنكبوت في موضع آخر في تشبيه آلهتهم بها وان يكون المراد بذلك اولى وذلك ان قوله:

" ان الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها " انما هو خبر منه تعالى انه لا يستحيي تعالى أن يضرب مثلا في الحق من الامثال: صغيرها وكبيرها لان صغير الاشياء عنده وكبيرها بمنزلة واحدة من حيث لايتسهل الصغير ولا يصعب الكبير وإن في الصغير من الاحكام والاتقان ما في الكبير فلما تساوى الكل في قدرته جاز أن يضرب المثل بما شاء من ذلك فيقر بذلك المؤمنون ويسلمون ـ وان ضل به الفاسقون بسوء اختيارهم ـ وهذا المعنى مروي عن مجاهد وروي عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) انه قال: إنما ضرب الله بالبعوضة لان البعوضة على صغر خلق فيها جميع ما في الفيل على كبره وزيادة عضوين آخرين فاراد الله ان ينبه بذلك المؤمنين على لطف خلقه وعجيب عظم صنعه


" 2 و 1 " سورة الانعام: آية 44

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست