تنسيق البحوث المقبلة:

و بعد أن انتهينا من البحث عن التمهيد و الذي كان يتضمن تعريف علم الأصول و بيان موضوعه، و تقسيم الحكم الشرعي، و غيرها من البحوث التمهيديّة الأخرى، سوف يقع الكلام بعد ذلك في بحوث علم الأصول بحسب المنهجة التي كانت معتمدة في الحلقتين السابقتين، فسوف يقع الكلام أولًا، عن حجية القطع باعتباره من العناصر المشتركة العامة؛ لأن القطع يدخل في كل البحوث المقبلة، و الوجه في أعميته على بقية العناصر المشتركة الأخرى، هو أن كل عنصر مشترك يحتاج في مقام الاعتماد عليه إلى إثبات حجية القطع، لأنه غاية ما يحصل هو القطع بكونه من العناصر المشتركة، و لكن لا فائدة في ذلك ما لم يكن هذا القطع حجة، فمثلًا: لو قطعنا بأنّ (افعل) تدل على الوجوب، فهذا لا يكفي لاعتباره و حجيته في الاستدلال الفقهي ما لم نثبت كون هذا القطع حجّة، و هكذا بقية العناصر المشتركة الأخرى.

و بما أنّ علم الأصول يبحث عن العناصر المشتركة في عملية الاستدلال الفقهي، فسوف يقع البحث بعد ذلك عن العناصر المشتركة التي تتمثل بالأدلة المحرزة، و بعد ذلك عن العناصر المشتركة التي تتمثل بالأصول العملية، و بعد ذلك يقع البحث في خاتمة تعالج حالات التعارض بين تلك الأدلة إن شاء الله تعالى.