و هي بكسر الدّال المهملة، و فتح الميم، ثم شين معجمة ساكنة، وقاف.
مدينة أولية مشهورة، كثيرة الفضائل، يقال: إنها إرم ذات العماد [2]، و أنها التي لم يخلق مثلها في البلاد.
و هي قاعدة الشّام و غوطتها، و أكثرها أهلا و أنزهها؛ بحيث يضرب بحسنها الأمثال، و من خيرها و أكثرها بركة. و في شماليّها جبل يعرف بجبل قاسيون؛ يقال: إن عنده قتل قابيل أخاه هابيل. و من متنزّهاتها الشهيرة: الرّبوة، التي قال اللّه تعالى فيها: وَ آوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَ مَعِينٍ. قيل: ثمار و ماء كثير. و هي كهف في فم واديها الغربي، الذي عنده مقسم مياهها يقال: به مهد عيسى (عليه السلام) [2].
و قد نزلها عدّة من الصحابة- رضي اللّه عنهم- بل دخل الشام- فيما يقال- كما لابن عساكر و غيره- عشرة آلاف عين رأت النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم). و بجامعها الأموي الذي بناه الوليد بن عبد الملك رأس يحيى بن زكريا، و قبر هود [2]- (عليهم السلام)- فاللّه أعلم بذلك كلّه.
و كثر بها العلم زمن معاوية- رضي اللّه عنه- ثم زمن عبد الملك و أولاده، و ما زال بها فقهاء، و محدثون، و مقرؤون، زمن التابعين فمن بعدهم، ثم تناقص بها العلم في المئة الرابعة و الخامسة، ثم تراجع بعد؛ و لا سيّما في دولة نور الدين، و حالها الآن غنيّ عن الشرح.