[2] قال أحمد بن صالح المصري: ابن لهيعة ثقة، و فيما روي عنه من الأحاديث و وقع فيه تخليط يطرح ذلك التخليط.
و قال أحمد بن حنبل: «من كان بمثل ابن لهيعة بمصر و كثرة حديثه و ضبطه و إتقانه» و هذا في قول له و إلا فقد جاء عنه أنه إنما يكتب حديثه للاعتبار.
و قال قتيبة بن سعيد حضرت موت ابن لهيعة فسمعت الليث يقول: ما خلّف مثله.
و قال الثوري: عند ابن لهيعة الأصول و عندنا الفروع.
و قال ابن وهب: حدثني- و اللّه- الصادق البار عبد اللّه بن لهيعة.
و اعلم- رحمك اللّه- أن هذا أحد الأقوال في ابن لهيعة؛ و إلا فقد اختلفت أقوال أهل العلم فيه:
فمنهم من لم يكن يراه شيئا و لا يرو عنه. كما جاء عن يحيى بن سعيد القطان و ابن مهدي. و ضعفه ابن معين في غير ما رواية عنه، و ابن سعد، و النسائي، و الدارقطني، و الجوزجاني، و أبو أحمد الحاكم. و قال الترمذي: ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد القطان و غيره من قبل حفظه. انظر «الجامع» عقب الحديث رقم (10).
و منهم من قال: يعتبر بما يروي عنه العبادلة: ابن المبارك، و المقرىء، و ابن وهب، و أن روايتهم عنه أصح من رواية غيرهم؛ هذا مع تضعيفهم له. و هو قول الفلاس، و قول للدارقطني.
و منهم من يرى أن سماع القدماء و المتأخرين منه سواء. و هو قول أبي حاتم، و أبي زرعة، و ابن حبان.
قال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن ابن لهيعة سماع القدماء منه؟ فقال: آخره و أوله سواء؛ إلا أن ابن المبارك و ابن وهب كانا يتتبعان أصوله فيكتبان منه، و هؤلاء الباقون كانوا يأخذون من الشيخ، و كان ابن لهيعة لا يضبط، و ليس ممن يحتج بحديثه من أجمل القول فيه.-