نام کتاب : البصائر النصيرية في علم المنطق نویسنده : ابن سهلان جلد : 1 صفحه : 67
الفصل السادس فى تعريف الذاتى
الذاتى هو الّذي يفتقر إليه الشيء فى ذاته و ماهيته مثل الحيوان للانسان، فان الانسان لا يتحقق فى ماهيته الا أن يكون حيوانا، و كذا البياض لا يتحقق فى نفسه الا أن يكون لونا.
و أما ما يفتقر إليه الشيء فى وجوده لا فى ماهيته ليس بذاتى، مثل كون الجسم متناهيا و كون الانسان مولودا فانّ الجسم لا يفتقر فى جسميته الى أن يكون متناهيا و لا الانسان فى انسانيته الى أن يكون مولودا و لذلك يمكن أن يسلب التناهى و الولادة عن الجسم و الانسان فى التصور، فيتصور جسم غير متناه و انسان غير مولود و لا يمكن أن يتصور انسان ليس بحيوان.
و هذا و ان لم يكن فرقا عاما بين الذاتى و ما ليس بذاتى فان مما ليس بذاتى ما يمتنع سلبه عن الشيء لكنه فرق بين هذه الأمثلة.
و قد قنع بعضهم بهذا القدر فى تعريف الذاتى فقال: الذاتى هو الّذي لا يمكن رفعه عن الشيء وجودا و توهما و هذا غير كاف فى تمييز الذاتى عن غيره فان من اللوازم ما لا واسطة بينه و بين الشيء بل يلزمه لذاته كما تعرفه و مثل هذا يمتنع رفعه عن ملزومه مع استثبات [1] الملزوم وجودا و وهما.
فاذن الذاتى مختص بزيادة على هذا القدر، و هى أنه مع كونه معقولا للشىء ممتنع الرفع عنه يسبق تصوره على تصور ما هو ذاتى [2] له.
[1] -مع استثبات الملزوم مرتبط بامتناع الرفع أى لا يمكن تعقل رفعه مع تعقل ثبوت الملزوم تعقلا صحيحا.
[2] -ما هو ذاتى له اى سبق تصوره سبقا ذاتيا على تصور الماهية التى هو ذاتى لها، فما مفسرة بالماهية و هو مفسر بالذاتى.
غ
نام کتاب : البصائر النصيرية في علم المنطق نویسنده : ابن سهلان جلد : 1 صفحه : 67