وصول الرسول إليها أمرا مستحيلا، أما المصادر فتؤكد على صلة البحرين التجارية بالحجاز قبل الإسلام و بعده [1]، أما الردة فلم تكن بالقوة التي يتصورها كايتاني، و قد استطاع العلاء الحضرمي أن يقضي على المرتدين [2].
وفادة عبد القيس على الرسول (صلى اللّه عليه و سلم):-
ذكرت المصادر لعبد القيس أنه أرسل وفدان على رسول اللّه،
يروى ابن سعد أن الأشج أرسل صهره و ابن أخته عمرو بن عبد قيس مع قافلة تحمل التمور إلى مكة للتجارة بها، و أوصاه بالحصول على المعلومات الكافية عن النبي، و قد وصلت القافلة عام الهجرة و أسلم عمرو، و طلب منه الرسول أن يدعو خاله الأشج إلى الإسلام، ثم عاد إلى البحرين و أخبر خاله بما رآه و سمعه، و عندئذ أسلم الأشج و كتم إسلامه ثم وفد مع نفر من أهل هجر على رسول اللّه في المدينة فأسلموا [4].
[1] عن علاقة البحرين التجارية بالحجاز انظر الفصل الرابع.
[3] اسمه المنذر بن عائذ و سوف تأتي ترجمته فيما بعد.
[4] ابن سعد/ 5/ 411، انظر ابن قتيبة/ المعارف/ 338، و في ابن حجر/ الإصابة/ 2/ 171 «كان الأشج أشج عبد القيس و اسمه المنذر بن عائذ بن الحارث بن المنذر بن النعمان العبدي صديقا لراهب ينزل بدارين فكان يلقاه في كل عام، فلقيه عاما بالزارة فأخبر الأشج أن نبيا يخرج بمكة يأكل الهدية و لا يأكل الصدقة، بين كتفيه علامة، يظهر على الأديان ثم مات الراهب فبعث الأشج ابن أخته من بني عامر بن عصر يقال له عمرو بن عبد قيس ... و بعث معه تمرا يبيعه و ملاحف ...»، و في رواية أخرى أن منقذ بن حيان أحد بني غنم بن وديعة كان متجره إلى يثرب في الجاهلية فشخص إليها بملاحف و تمر من هجر بعد هجرة-