البحرين انتاجا للخمور [1]، كما كانت هجر مركزا مهما لانتاجه، و كانت خمور هجر تباع في بقية أنحاء البحرين [2]، و قد اشتهرت في هجر حانة ريمان
و صهباء من حانوت ريمان قد غدا* * * علّي و لم ينظر بها الشرق صابح
تبصر عنها اليوم كأس روية* * * و يرد العشايا و القبان الصوادح
[3]، و يروى مسلم أن وفد عبد القيس سأل النبي عن النبيذ فنهاهم أن ينتبذوا في الدباء و النقير و المزفت و المقير [4]، و قد خصمت هذه الأواني بالنهي لأن نبيذها يصبح بعد فترة وجيزة مسكرا [5].
التجارة:
أ- التجارة الداخلية:
ذكرت المصادر وجود عدد من الأسواق التجارية التي يعود ظهورها إلى عدة عوامل منها توفر المنتوجات الزراعية و الصناعية [6]، و وجود المستهلكين من أهل العشائر و المدن و القرى [7]، و تيسر المواصلات [8]. و للأسواق الكبيرة العامة أهمية لتجارة البحرين حيث
[3] العمري/ مالك الابصار/ 1/ 388، و يذكران الراعي النميري وصفها في قصيدة منها:
و صهباء من حانوت ريمان قد غدا* * * علّي و لم ينظر بها الشرق صابح
تبصر عنها اليوم كأس روية* * * و يرد العشايا و القبان الصوادح
[4] مسلم/ صحيح مسلم/ 3/ 1579، و في رواية أخرى نهاهم عن الدباء و الختم و النقير و المقير، و الدباء: القرع اليابس، و الحنتم: جرار خضر، و النقير: جذع ينقر في وسطه، و المزفت: المطلي بالقار. النووي/ شرح النووي لصحيح مسلم/ 1/ 185.