قلوبهم ، وهو ما يدلّ على مدى نفوذ كلماته ( عليه السلام ) في مسامع ضمائرهم ( ربّ قولٍ أنفذ من صَولٍ ) [1] .
إنّ النّفوذ في الخير وفي نفوس المؤمنين هو النفوذ الحقيقي ( أَلا وإنّ أبصر الأبصار ما نفذ في الخير طرفه ) [2] .
قد نفذ أمير المؤمنين إلى معدن الخير والسّعادة ، حيث اليقين المبين ( لو كُشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً ) [3] .
ترتّب عليه أنّ تنفذ كلمات الإمام إلى أعماق الصّدور لإحيائها .
4 . الاعتدال والوسطية
ورد ذكر مفهوم الوسطيّة في القرآن في بعض الآيات الشريفة .
( وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مّحْسُوراً ) [4] .
شبيه هذا المفاد القرآني في مراعاة الاعتدال قول علي ( عليه السلام ) :
( وإن جَهَده الجوع قعد به الضّعف ، وإن أَفَرط به الشّبع كظّته البِطنة ، فكلّ تقصيرٍ به مضرٌّ وكلّ إفراطٍ له مفسد ) [5] .
[1] نفس المصدر : الحكمة : 394 .
[2] نفس المصدر : الخطبة 105 .
[3] كشف الغمة في معرفة الأئمة : 1/227 .
[4] الإسراء : 29 .
[5] نهج البلاغة : الحكمة 108 .