نام کتاب : الإمام علي(ع) وتنمية ثقافة أهل الكوفة نویسنده : العبادي، محمد جلد : 1 صفحه : 102
فقال : إنّ الأعداء إذا كثروا يكون الإنسان أبداً متحرّزاً متحفظاً أن ينطق بما يؤخذ عليه ، أو تبدأ منه زلّة يؤخذ عليها ، فيكون أبداً على هذه الحالة سليماً من الخطايا والزلل .
فاستحسن ذلك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وكان جميل هذا حواسّه كلها سالمة إلاّ البصر وذهنه صافياً وقريحته تامة [1] .
إنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) هو الّذي حدّد اتّجاه الكلام من خلال الحوار المفيد المبني على السؤال .
4 . الأسلوب التأمّلي
الغاية من هذا الأسلوب معرفة عظمة الخالق سبحانه وتعالى .
حرّك أمير المؤمنين الأبصار والأسماع والقلوب لهذه الغاية من خلال التأمّل في مخلوقات الله تعالى ، وكيف رُكبّت وصُوّرت ، وكيف بسط لها رزقها وسبلها .
تحدّث أمير المؤمنين في واحدة من خطبه عن أعظمها خلقاً وتقويماً ، وهو الإنسان ، ( أَمْ هَذَا الَّذِي أَنْشَأَهُ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْحَامِ ، وَشُغُفِ الأَسْتَارِ ، نُطْفَةً دِهَاقاً وَعَلَقَةً مِحَاقاً ، وَجَنِيناً وَرَاضِعاً وَوَلِيداً وَيَافِعاً ، ثُمَّ مَنَحَهُ قَلْباً حَافِظاً ، وَلِسَاناً لافِظاً وَبَصَراً لاحِظاً ) [2] .
دعا الإمام ( عليه السلام ) إلى التأمل في الشمس والقمر والنبات والشجر وما