نام کتاب : الإمام علي(ع) وتنمية ثقافة أهل الكوفة نویسنده : العبادي، محمد جلد : 1 صفحه : 100
وبعد كلام رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) بكلّ كلام ، لمال به راجحاً وبرّز عليه سابقاً ) [1] .
إنّ علة جامعية هذه الموعظة المليئة معنىً ، هي أنّ الإمام ذكر الغاية والمحرك والمسير والمصير في عبارة واحدة جامعة للعظة .
مرّة أخرى طُلب من أمير المؤمنين موعظة مختصرة ، فوعظ بذكر الدار ودقة الإقامة فيها ، وذكر السبق في العمل والإعراض عن التأسي بالنبي ( صلّى الله عليه وآله ) إلى الرّغبات ؛ قيل لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : عظنا وأوجز ، فقال :
( الدنيا في حلالها حساب وحرامها عقاب ، وأنّى لكم بالرَّوح ولمّا تأسَّوا بسنة نبيكم ، تطلبون ما يطغيكم ولا ترضون ما يكفيكم ) [2] .
هناك خطب كثيرة تضمنت الحكمة والموعظة الحسنة ، وقد آثرنا الاختصار وتجنّبنا الإكثار ؛ لأنّها فوق التعريف لشهرتها .
2 . الأسلوب التذكيري
الغاية من هذا الأسلوب هي النظر في العواقب واستلهام العبرة ، قد ورد في التنزيل الحكيم : ( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ )[3] و( أَوَلَمْ نُعَمّرْكُم مّا يَتَذَكّرُ فِيهِ مَن تَذَكّرَ )[4] جاء في كلام له ( عليه السلام ) : ( وليكن نظركم عبراً ) [5] .