نام کتاب : الإمام المهدي عليه السلام في القرآن و السنة نویسنده : سعيد ابو معاش جلد : 1 صفحه : 33
و سبب ذلك الدّعاة إلى دين اللّه و الهداة إلى حق اللّه، فمثوبته على أقداره، و عقوبته على من عانده بحسابه. و لهذا نقول: إنّ الإمام يحتاج إليه لبقاء العالم على صلاحه.
ليس لأحد ان يختار الخليفة إلاّ اللّه عزّ و جلّ
و قول اللّه عزّ و جلّ: وَ إِذْ قََالَ رَبُّكَ لِلْمَلاََئِكَةِ إِنِّي جََاعِلٌ فِي اَلْأَرْضِ خَلِيفَةً : جََاعِلٌ منوّن: صفة اللّه الّتي وصف بها نفسه، و ميزانه قوله: إِنِّي خََالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ[1] فنوّنه و وصف به نفسه، فمن ادّعى أنّه يختار الإمام، وجب أن يخلق بشرا من طين، فلمّا بطل هذا المعنى، بطل الآخر، إذ هما في حيّز واحد.
و وجه آخر: و هو أنّ الملائكة في فضلهم و عصمتهم لم يصلحوا لاختيار الإمام، حتّى تولى اللّه ذلك بنفسه دونهم و احتجّ به على عامّة خلقه أنّه لا سبيل لهم إلى اختياره لمّا لم يكن للملائكة سبيل إليه مع صفائهم و وفائهم و عصمتهم، و مدح اللّه إيّاهم في آيات كثيرة، مثل قوله سبحانه: بَلْ عِبََادٌ مُكْرَمُونَ*لاََ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ[2] ، و كقوله عزّ و جلّ: لاََ يَعْصُونَ اَللََّهَ مََا أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ مََا يُؤْمَرُونَ[3] .
ثمّ إنّ الإنسان بما فيه من السفه و الجهل كيف و أنّى يستتبّ له ذلك، فهذا و الأحكام دون الإمامة مثل الصلاة و الزكاة و الحجّ و غير ذلك لم يكل اللّه عزّ و جلّ شيئا من ذلك إلى خلقه، فكيف وكّل اليهم الأهمّ الجامع للأحكام كلّها و الحقائق بأسرها؟
وجوب وحدة الخليفة في كلّ عصر
و في قوله عزّ و جلّ خَلِيفَةً أشارة إلى خليفة واحدة ثبت به و معه إبطال قول من زعم أنّه يجوز أن تكون في وقت واحد أئمّة كثيرة، و قد اقتصر اللّه عزّ و جلّ على الواحد، و لو كانت الحكمة ما قالوه و عبّروا عنه، لم يقتصر اللّه عزّ و جلّ على الواحد، و دعوانا محاذ لدعواهم، ثمّ إنّ القرآن يرجّح قولنا دون قولهم، و الكلمتان إذا تقابلتا ثمّ رجح إحداهما