نام کتاب : الإمام المهدي عليه السلام في القرآن و السنة نویسنده : سعيد ابو معاش جلد : 1 صفحه : 284
يا عليّ، إنّ قائمنا إذا خرج يجتمع إليه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا عدد رجال بدر، فإذا حان وقت خروجه يكون له سيف مغمود، ناداه السيف: قم يا وليّ اللّه فاقتل أعداء اللّه [1] .
هل يمكن للأمّة اختيار الإمام المعصوم
541-روى الشيخ الصدوق؛ بإسناده عن عبد العزيز بن مسلم، قال: كنّا في أيّام عليّ ابن موسى الرضا عليه السّلام بمرو، فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة من بدء مقدمنا، فأداروا أمر الإمام و ذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت على سيّدي عليه السّلام فأعلمته خوضان الناس، فتبسم عليه السّلام ثمّ قال: يا عبد العزيز بن مسلم، جهل القوم و خدعوا عن أديانهم، إنّ اللّه عزّ و جلّ لم يقبض نبيّه صلّى اللّه عليه و اله حتّى أكمل له الدّين و أنزل عليه القرآن فيه تفصيل كلّ شيء، بيّن فيه الحلال و الحرام، و الحدود و الأحكام، و جميع ما يحتاج اليه الناس كملا، فقال عزّ و جلّ: مََا فَرَّطْنََا فِي اَلْكِتََابِ مِنْ شَيْءٍ[2] ، و أنزل في حجّة الوداع و هي آخر عمره صلّى اللّه عليه و اله: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ اَلْإِسْلاََمَ دِيناً[3] ، فأمر الإمامة من تمام الدّين، و لم يمض عليه السّلام حتى بيّن لامّته معالم دينهم و أوضح لهم سبيلهم، و تركهم على قصد الحق، و أقام لهم عليّا عليه السّلام علما و إماما، و ما ترك شيئا تحتاج اليه الأمّة إلاّ بيّنه، فمن زعم أنّ اللّه عزّ و جلّ لم يكمل دينه، فقد ردّ كتاب اللّه العزيز، و من ردّ كتاب اللّه عزّ و جلّ فهو كافر، هل تعرفون قدر الإمامة و محلّها من الامّة فيجوز فيها اختيارهم؟!
إنّ الإمامة أجلّ قدرا، و أعظم شأنا، و أعلى مكانا، و أمنع جانبا، و أبعد غورا، من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، أو يقيموا إماما باختيارهم، إنّ الإمامة خصّ اللّه عزّ و جلّ بها إبراهيم الخليل عليه السّلام بعد النبوّة و الخلّة مرتبة ثالثة، و فضيلة شرّفه بها و أشاد بها ذكره، فقال عزّ و جلّ: إِنِّي جََاعِلُكَ لِلنََّاسِ إِمََاماً[4] فقال الخليل عليه السّلام سرورا بها وَ مِنْ