نام کتاب : الإمام المهدي عليه السلام في القرآن و السنة نویسنده : سعيد ابو معاش جلد : 1 صفحه : 28
يستتروا؟و ما الفرق بينهم و بينه في هذا الأمر؟
قيل له: إنّ خوف إمامنا عليه السّلام أعظم من خوف آبائه و أكثر. و السبب في ذلك، انّه لم يرو عن أحد من آبائه عليهم السّلام أنّه يقوم بالسيف و يكسر تيجان الملوك، و لا يبقى لأحد دولة سواه، و يجعل الدّين كلّه للّه. فكان الخوف المتوجّه إليه بحسب ما يعتقد من ذلك فيه، و تطلّعت نفوس الأعداء إليه، و تتبّعت الملوك أخباره الدالة عليه، و لم ينسب إلى أحد من آبائه شيء في هذه الأحوال. فهذا فرق واضح بين المخافتين.
ثمّ نقول بعد ذلك: إنّ من اطّلع في الأخبار و سبر السير و الآثار، علم أنّ مخافة صاحبنا عليه السّلام كانت منذ وقت مخافة أبيه عليه السّلام، بل كان الخوف عليه قبل ذلك في حال حمله و ولادته، و من ذا الّذي خفي عليه من أهل العلم ما فعله سلطان ذلك الزمان مع أبيه و تتبعه لأخباره و طرحه العيون عليه، انتظارا لما يكون من أمره، و خوفا ممّا روت الشيعة أنّه يكون من نسله، الى أن أخفى اللّه تعالى الحمل بالإمام عليه السّلام، و ستر أبوه عليه السّلام ولادته إلاّ عمّن اختصّه من الناس، ثمّ كان بعد موت أبيه، و خروجه للصلاة و مضيّ عمّه جعفر ساعيا إلى المعتمد ما كان، حتّى هجم على داره، و أخذ ما كان بها من أثاثه و رحله، و اعتقل جميع نسائه و أهله، و سأل أمه عنه فلم تعترف به، و أودعها عند قاضي الوقت المعروف بابن أبي الشوارب، و لم يزل الميراث معزولا سنتين، ثمّ كان بعد ذلك من الأمور المشهورة الّتي يعرفها من اطّلع في الأخبار المأثورة [1] .