نام کتاب : الإمام المهدي عليه السلام في القرآن و السنة نویسنده : سعيد ابو معاش جلد : 1 صفحه : 234
عمره، و بلوى المؤمنين به من بعده في ذلك الزمان، و تولّد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته و ارتداد أكثرهم عن دينهم، و خلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم، الّتي قال اللّه تقدّس ذكره: وَ كُلَّ إِنسََانٍ أَلْزَمْنََاهُ طََائِرَهُ فِي عُنُقِهِ[1] يعني الولاية، فأخذتني الرّقة، و استولت عليّ الاحزان.
فقلنا: يابن رسول اللّه، كرّمنا و شرّفنا بإشراكك إيّانا في بعض ما أنت تعلمه من علم ذلك.
قال: إنّ اللّه تبارك و تعالى أدار في القائم منّا ثلاثة أدارها في ثلاثة من الرسل: قدّر مولده تقدير مولد موسى عليه السّلام، و قدّر غيبته تقدير غيبة عيسى عليه السّلام، و قدّر إبطاءه تقدير ابطاء نوح عليه السّلام، و جعل من بعد ذلك عمر العبد الصالح، أعني الخضر دليلا على عمره.
فقلت: اكشف لنا يابن رسول اللّه عن وجوه هذا المعاني.
قال: أمّا مولد موسى، فإنّ فرعون لمّا وقف على أنّ زوال ملكه على يده، أمر باحضار الكهنة، فدلّوه على نسبه، و أنّه يكون من بني اسرائيل، و لم يزل يأمر اصحابه بشقّ بطون الحوامل من نساء بني اسرائيل حتّى قتل في طلبه نيّفا و عشرين ألف مولود، و تعذّر عليه الوصول إلى قتل موسى لحفظ اللّه تبارك و تعالى ايّاه.
كذلك بنو أميّة و بنو العباس، لمّا وقفوا على أنّ زوال ملكهم و الأمراء و الجبابرة منهم على يد القائم منّا، ناصبونا العداوة، و وضعوا سيوفهم في قتل آل بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و إبادة نسله، طمعا منهم في الوصول الى قتل القائم عليه السّلام، و يأبى اللّه أن يكشف أمره لواحد من الظلمة الى أن يتم نوره و لو كره المشركون.
و أمّا غيبة عيسى عليه السّلام، فإنّ اليهود و النصارى اتّفقت على أنّه قتل، و كذّبهم اللّه عزّ و جلّ بقوله: وَ مََا قَتَلُوهُ وَ مََا صَلَبُوهُ وَ لََكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ[2] كذلك غيبة القائم عليه السّلام فإنّ الامّة تنكرها لطولها، فمن قائل بغير هدى بأنّه لم يولد، و قائل يقول: إنّه ولد و مات، و قائل يكفر بقوله انّ حادي عشرنا كان عقيما، و قائل يمرق بقوله: إنّه يتعدّى إلى ثالث عشر فصاعدا، و قائل يعصي اللّه عزّ و جلّ بقوله: إنّ روح القائم عليه السّلام ينطق في هيكل غيره.