نام کتاب : الإمام المهدي عليه السلام في القرآن و السنة نویسنده : سعيد ابو معاش جلد : 1 صفحه : 11
تمهيد
اصل الإمامة في الإسلام يعتقد الشيعة-تبعا لعقيدتهم في عدل اللّه تعالى و حكمته و لطفه بعباده-أنّه قد نصب أولياء معصومين يمثّلون امتدادا طبيعيّا لخطّ الرسالة، و يكونون أمناء على وحي اللّه سبحانه، و قدوة لعباده، و أنّ الباري عزّ و جلّ لا يترك دونها حجّة. و أنّ هؤلاء الأئمّة هم عباد اللّه المخلصون الّذين لم يشركوا باللّه تعالى طرفة عين. ذلك أنّ الشرك ظلم بنصّ القرآن الكريم [1] ، و اللّه عزّ و جلّ لا ينال عهده ظالما [2] . و أنّ الأئمّة في مرتبة من العلم و الفضل لا يرقى إليها أحد، فهم أصفياء اللّه و خالصته من خلقه. و أنّ الباري أوجب على العباد الرجوع إلى هؤلاء الأئمّة و الاستنارة بنور هديهم عليهم السّلام، و هو أمر تحتّمه ضرره رجوع الجاهل إلى العالم:
ألا ترى كيف احتجّ إبراهيم عليه السّلام على أبيه: يََا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جََاءَنِي مِنَ اَلْعِلْمِ مََا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرََاطاً سَوِيًّا[4] ؟
كما يعتقدون-بنصّ القرآن الكريم في آية التطهير-أنّ اللّه قد أذهب الرجس عن أهل البيت و طهّرهم عن كلّ دنس و شين، فأضحوا معصومين بعصمة من اللّه عزّ و جلّ.
لا تخلو الأرض من حجّة
و قد روى المسلمون من طرق عدّة حديث: «إنّ الأرض لا تخلو من قائم للّه بحجّة» [5] ، و روي عن أئمّة أهل البيت عليهم السّلام «ما زالت الأرض إلاّ و للّه فيها الحجّة، يعرّف الحلال و الحرام، و يدعو النّاس إلى سبيل اللّه» [6] ، و «إنّ الحجّة لا تقوم للّه عزّ و جلّ على خلقه إلاّ بإمام حتّى يعرف» [7] ، بل رووا عنهم عليهم السّلام: «لو لم يبق في الأرض إلاّ اثنان، لكان أحدهما الحجّة»
[5] -نقل من العامّة: ابن قتيبه في «عيون الأخبار» : 7؛ و ابن عبد ربّه في العقد الفريد 1: 265؛ و البيهقيّ في «المحاسن و المساوئ» : 40؛ و الخطيب البغداديّ في تاريخ بغداد 6: 479، ترجمة إسحاق النخعيّ؛ و الخوارزميّ في «المناقب» : 13؛ و الرّازيّ في «مفاتيح الغيب» 2: 192 (نقلا عن «المهديّ المنتظر في الفكر الإسلاميّ» : 79) .
[6] -اصول الكافي 1: 136، ح 3 باب «أنّ الأرض لا تخلو من حجّة» .
[7] -نفس المصدر 1: 135 ح 1 و 2، باب «أنّ الحجّة لا تقوم للّه على خلقه إلاّ بإمام»
نام کتاب : الإمام المهدي عليه السلام في القرآن و السنة نویسنده : سعيد ابو معاش جلد : 1 صفحه : 11