responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 63

4- القصص و القصاصون‌

أدى تحول النظام الإسلامي إلى الملك، و تحكّم الأفراد، إلى ظهور وسيلة جديدة من وسائل أصحاب السلطان في توطيد دعائم حكمهم و تثبيت نفوذ عوائلهم، فاستحدث القصص مرادفا لدور الخطباء أو الشعراء الذين انزلقوا مع الحكام في سياساتهم التي استخدموا بها الدين لأغراضهم و مصالحهم. و لا نعرف أثرا متفقا عليه يشير إلى وجود القصص أو ظهور القصاصين كظهور الشعراء قبل الإسلام أو بعده، أو أن العرب عرفوا هذا النوع بما يقرب من الألوان التي عرفتها الشعوب الأخرى، فليس في الجزيرة من أمثال تلك الأساطير أو الحكايات، و ما كان فيها محدود التفاصيل و الأثر، أما في الإسلام فقد تميّز عن الأديان السابقة بوحدة العلاقة و الواسطة، و عدم وجود وساطات أخرى تفسح المجال للاستعانة بالخيال. و ما طرأ في العقائد كان من مخلفات بني إسرائيل التي منع الرسول محمد (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) من سلوك طريقها حيث يذكر أنه قال (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): «إن بني إسرائيل هلكوا لما قصّوا».

و نودّ هنا أن نشير بعجالة إلى مبدأ هذا الأسلوب الذي وضع لخدمة أغراض الحكام، و الذي لعب دورا كبيرا في إثارة الفوضى و إشاعة الفرقة و تأجيج نار العداء، و تطور إلى صنعة يتكسب منها من لم يفلح في المجالات الأخرى، أو من لم ينجح في أمور الحياة، أو تدفعه نيات خبيثة و أحقاد على الإسلام. إضافة إلى كونها وظيفة من وظائف الدولة يتصل من خلالها القاصّ بأصحاب السلطة و الخلفاء من خلال ما يقوم بإشاعتها، و بقدر ما يحرّك فيهم الإعجاب، و هو يعبر عن أغراضهم و ما يعملون على إشاعته و نشره.

و كان هذا النوع من النشاط من أشد الأساليب فتكا في جسد الأمة و تأثيرا سلبيا

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست