responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 58

قال ابن كثير: و جرت خبطة شديدة نعوذ باللّه من الفتن ما ظهر منها و ما بطن‌ [1] و يؤيد ذلك تصريح شيوخهم بأن غير الحنابلة مبتدعة. يقول قتيبة بن سعيد: أحمد بن حنبل إمام، و من لا يرضى بإمامته فهو مبتدع. و ادعوا على الشافعي أنه قال: من أبغض أحمد بن حنبل فهو كافر. فقيل له: تطلق اسم الكفر عليه؟ فقال: نعم، من أبغض أحمد بن حنبل عائد السنة، و من عائد السنّة قصد الصحابة، و من قصد الصحابة أبغض النبي، و من أبغض النبي كفر باللّه العظيم‌ [2].

و قال أحمد الدورقي: من سمعتموه يذكر أحمد بن حنبل بسوء، فاتهموه على الإسلام.

و قال بعض الحنابلة: إذا رأيت البغدادي يحبّ أبا الحسن بن بشار، و أبا محمد البربهاري- و هما من شيوخ الحنابلة- فاعلم أنه صاحب سنّة.

و من الصعب الإحاطة بما خلّفته تلك الظروف من ادعاءات و تقوّلات، و قد أعرضنا عن كثير مما وصلنا من ادعاءات الحنابلة في علمائهم عامة و ابن حنبل خاصة، و سواء صحّت تلك الأقوال أم لم تصح، فالعامة يأخذون بها و يجعلونها شعارا في مسيرتهم نحو أهدافهم، و قد أوردوا عن أحمد بن حنبل و غيره أمورا لا يمكننا أن نصدّقها، فهي بعيدة كل البعد عمّا اتصف به أحمد من العلم، و الاتزان. و لكن الحنابلة جعلوا ذلك دستور حياتهم، بدون تثبّت، و قد دعمت تلك الأقوال حركاتهم في مقابلاتهم لجميع الفرق، و اشتدوا بصورة خاصة على الشيعة.

أما المعتزلة- و هم خصوم الحنابلة السياسيين- فقد نالوا من الأذى ما لا يوصف، و كذلك الأشعرية الذين اختلفوا معهم في العقائد، و قد صرّحوا بالطعن على الأشعري و نسبوا له أقوالا مخالفة لروح الإسلام، و ذهب بعضهم إلى كفر أصحابه، و خروجهم عن حظيرة الإسلام نظرا لما يعتقدونه مما يخالف عقائد الحنابلة، و بهذا وصفوا الأشعري نفسه بأنه مبتدع، ففي سنة 445 ه أعلن بنيسابور لعن الأشعري رسميا، و كان قد رفع إلى السلطان طغرلبك من مقالات الأشعري، فأمر بلعنه.


[1] البداية و النهاية ج 13 ص 2.

[2] طبقات الحنابلة ج 1 ص 136.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست