responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 427

فرجع حتى يكسوه. و كان يذبح كل يوم كبشا لأضيافه، و خرج على المأمون في سنة تسعة و تسعين و مائة بمكة، و اتبعته الزيدية الجارودية، فخرج لقتاله عيسى الجلودي، و بعد قتال طويل تفرّق جمع محمد، فأخذه المأمون، و لما وصل إليه أدنى مجلسه منه و أكرمه و أحسن جائزته، و كان مقيما معه بخراسان، يركب إليه في موكب من بني عمه، و كان المأمون يحتمل منه ما لا يحتمله السلطان من رعيته.

و قد أنكر المأمون ركوبه إليه في جماعة من الطالبيين الذين خرجوا على المأمون سنة مائتين فآمنهم، فخرج التوقيع إليهم: لا تركبوا مع محمد بن جعفر، و اركبوا مع عبد اللّه بن الحسين. فأبوا أن يركبوا و لزموا منازلهم، فخرج التوقيع: اركبوا مع من أحببتم. فكانوا يركبون مع محمد بن جعفر إذا ركب، و ينصرفون بانصرافه.

و أخبر محمد بن جعفر: أن غلمان ذي الرئاستين قد ضربوا غلمانك على حطب اشتروه. فخرج مؤتزرا ببردين و معه هراوة و هو يقول:

الموت خير لك من عيش بذلّ و تبعه الناس حتى ضرب غلمان ذي الرئاستين، و أخذ الحطب منهم. فرفع الخبر إلى المأمون، فبعث إلى ذي الرئاستين فقال له: ائت محمد بن جعفر، فاعتذر إليه و حكّمه في غلمانك. فخرج ذو الرئاستين إلى محمد بن جعفر. قال موسى بن سلمة: فكنت عند محمد بن جعفر جالسا حتى أتى، فقيل: هذا ذو الرئاستين. فقال:

لا يجلس إلا على الأرض، و تناول بساطا في البيت، فرمى به، و لم يبق في البيت إلا وسادة، و جلس على الأرض، فاعتذر إليه و حكّمه في غلمانه.

و توفي محمد بن جعفر سنة 203 ه، فركب المأمون ليشهد جنازته، و قد خرجوا به، فلما نظر إلى السرير نزل فترجّل و مشى حتى دخل بين العمودين، فلم يزل بينهما حتى وضع، فتقدم و صلّى عليه، ثم حمله حتى بلغ به القبر، ثم دخل قبره، فلم يزل فيه حتى بني قبره، ثم خرج فقام على القبر حتى دفن، فقيل له: لو ركبت؟ فقال:

هذه رحم قطعت منذ ثمانين سنة، فأحببت أن أصلها [1]. و مات محمد بن جعفر عن عمر ينيف على السبعين كما ذكره الذهبي في الميزان، و قبره بجرجان‌ [2]. و ما ذكره‌


[1] الإرشاد للمفيد 169. و صحاح الأخبار لسراج الدين ص 54.

[2]. 3/ 35.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 427
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست