responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 345

غدا و لم آمر في أمته بمعروف و لا أنهى عن منكر) [1].

و حينما أخبر الإمام الصادق (عليه السلام) عن مقتله و ما جرى عليه، بكى بكاء شديدا و قال: «إنا للّه و إنا إليه راجعون، عند اللّه احتسب عمي» ثم قال: «مضى و اللّه شهيدا، كشهداء استشهدوا مع رسول اللّه و علي و الحسين». و قال (عليه السلام): «فلعن اللّه قاتله و خاذله، و إلى اللّه أشكو ما نزل بأهل بيت نبيه بعد موته، و نستعين اللّه على عدوّنا و هو المستعان» [2].

و هكذا حلّت بالمسلمين فاجعة أخرى، و إن كان أمرها معروفا فيما كان لدى الأئمة الأطهار من علم، إذ قال له أبوه الإمام زين العابدين: «أعيذك باللّه أن تكون زيدا المصاب بالكناسة». و بلفظ: «أعيذك باللّه أن تكون صليب الكناسة».

و ثورة الشهيد زيد هي من مقتضيات الحال، و من الأعمال التي تنجم عن جور الحكام و ظلمهم لآل بيت النبي محمد، و هي إحياء للحق، و عمل بأمر اللّه في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. و لذلك قال الإمام الصادق: «إن زيدا كان عالما، و كان معروفا، و لم يدعكم إلى نفسه، و إنما دعاكم إلى الرضا من آل محمد. و لو ظهر لوفى بما دعاكم إليه، إنما خرج على سلطان مجتمع ينقضه».

و ما اعتقده البعض من إمامته كان سببه (خروجه بالسيف يدعو إلى الرضا من آل محمد (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) فظنّوه يريد بذلك نفسه و لم يكن يريدها به، لمعرفته باستحقاق ابن أخيه (الصادق) (عليه السلام) للإمامة من قبله، و وصيته عند وفاته إلى أبي عبد اللّه (عليه السلام)) [3].

و قول زيد بن علي مشهور: (في كل زمان رجل منّا أهل البيت، يحتج اللّه به على خلقه، و حجة زماننا ابن أخي جعفر، لا يضلّ من تبعه، و لا يهتدي من خالفه) [4].

و قد كان وقع المأساة عظيما في نفس الإمام الصادق، و أثرها شديدا في نفسه، فلما بلغه قول الحكم بن عباس الكلبي:

صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة* * * و لم أر مهديّا على الجذع يصلب‌


[1] عمدة الطالب ص 256. و صحاح الأخبار لأبي المعالي الرفاعي ص 36.

[2] انظر الجزء الرابع من هذا الكتاب.

[3] الإرشاد ص 251.

[4] المناقب لابن شهر أشوب ج 2 ص 147. و انظر الجزء الرابع من الإمام الصادق و المذاهب الأربعة.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست