responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 306

و قال الحسين (عليه السلام) في وصيته لأخيه محمد بن الحنفية:

«إني لم أخرج أشرا و لا بطرا و لا مفسدا و لا ظالما، و إنما خرجت أطلب الإصلاح في أمة جدّي محمد (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) أريد أن آمر بالمعروف و أنهى عن المنكر، و أسير بسيرة جدّي محمد، و سيرة أبي علي بن أبي طالب. فمن قبلني بقبول الحق فاللّه أولى بالحق، و من ردّ عليّ هذا، صبرت حتى يقضي اللّه بيني و بين القوم بالحق و يحكم بيني و بينهم و هو خير الحاكمين» [1].

و يستشهد الحسين (عليه السلام) هو و أصحابه، و تجري تلك الفظائع، و يرتكب آل أبي سفيان قبائح لم تعهد حتى في الجاهلية، و قد أحزنت قلوب أهل الكتاب، و توجّع لها أصحاب الشرائع و الملل الأخرى. و بثورة الطف حيل بين أمية و بين العودة بالحكم إلى الجاهلية و الارتداد بالأمة إلى الشرك، لأن مظاهر الفداء و صور البطولة و التضحية التي زخرت بها سيرة الإمام الحسين، و ظهرت ببهائها على أرض كربلاء بإزاء قوات الشرك و الضلالة جدّدت مسيرة الجهاد و أحيت في النفوس روح الرسالة، و وضعت الأمة على طريق الهداية و الحق‌ [2].

الإمام زين العابدين‌

: و لننظر إلى نهاية المعركة بين الثورة و بين الظالمين، فإن أشكال الحقد التي انطوت عليها نفوس الظالمين و أعوانهم، و مشاعر الحقد و العداء التي تجسدت بتلك الفظائع و الانتهاكات. لا يمكن أن يقف أمامها مرض فتى للحسين و يمنعها من قتله.

فكل الأفعال تشهد بانعدام الذمة، و خلوّهم من الرحمة، و تجرّدهم من الأخلاق. فلم يسلم طفل الحسين الرضيع عبد اللّه، فقتلوه بسهم، و كان أبوه يطلب الماء له.

و تجرءوا بكل خسّة على انتهاك حرمة الخدور، فأفزعوا ربّات الحجال و الطهر و العفاف، و يمسك القلم هنا استعظاما.

أقول: نحن مع صفحة من صفحات العناية الربانية لتحفظ الإمام علي بن الحسين و يخرج من المعركة، و هو مملوء بالحزن و الآلام، و ينجيه اللّه من المواقف الأخرى التي أعقبت المعركة. فقد أمر ابن زياد بقتل الإمام لو لا تدخل بطلة الطف‌


[1] مقتل الحسين للخوارزمي.

[2] انظر كتابنا: مع الحسين في نهضته، بيروت 1394 ه و فيه تبادلنا الأحداث بتبسيط و يسر.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست