نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 271
مدرسة الإمام الصادق المنهج و التكوين
تتظافر الروايات على أن عدد الذين تتلمذوا على الإمام الصادق و انتسبوا إلى مدرسته هو أربعة آلاف طالب من مختلف الأقطار، فقد جمع أصحاب الحديث أسماء الرواة عنهم من الثقات على اختلافهم في الآراء و المقالات فكانوا كذلك، فقد كان (عليه السلام) أفضل أهل زمانه، و برز على أقرانه بالفضل و السؤدد في الخاصة و العامة، و نقل الناس عنه من العلوم ما لم ينقل عن أحد من أهل بيته [1].
كان الصادق (عليه السلام) أفضل الناس و أعلمهم بدين اللّه، و كان أهل العلم الذين سمعوا منه إذا رووا عنه قالوا: أخبرنا العالم [2]. قال أبو الحسن الوشّاء: (أدركت في جامع الكوفة تسعمائة شيخ من أهل الدين و الورع كلهم يقول: حدثني جعفر الصادق). و قد كانت الكوفة و المدينة تضمّان أكبر عدد من هؤلاء لانتشار التشيّع في الكوفة. و لأن المدينة كانت أرض تكوين و مهد دعوته.
و لا نجد من يجرأ على إنكار مكانة الإمام الصادق في زمانه و زعامته في ذلك العصر، و قد عودتنا الأيام أن يكابر الكثيرون و يعاند العديدون استجذاء للحكام و اتّباعا للأهواء و الأحقاد، لأن الحقائق كانت تقمع ما تطويه دخائلهم و تضمّه جوانحهم، فقد كان بيته و مجلسه (عليه السلام) يزدحمان بطلبة العلم و أهل الفقه، يقبلون على الإمام للانتهال من معين علمه و حكمته، حتى أن الروايات تصف ضيق داره لعظم الوفود و العلماء من مختلف الأقطار، حتى صعب على أصحابه أن يجدوا لهم مجلسا.