responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 248

ضررا هم أولئك الذين استغلوا الصلة بأهل البيت أو انتحلوها، لأن الدخول على المجتمع الإسلامي من خلال الأئمة و سادة أهل البيت يحدث أثرا سيئا و بليغا في كيان المجتمع الإسلامي، و يقرّب هؤلاء الكفرة من تحقيق أغراضهم و تنفيذ مآربهم، فلا عجب أن نرى من الأئمة مثل هذا الاهتمام، لأن أمر الغلاة أخافهم و أسهرهم و أفزعهم، فلا بد من مقابلة نشاطهم و ملاحقة أفكارهم دفعا للفتنة و حماية للعقيدة، فكان تشديده على رواية الحديث، و التأكد من صحة ما يروى عن أهل البيت، و ما صحب ذلك من أقوال له (عليه السلام) في فضحهم و كشف حقيقة دعاواهم في محبة أهل البيت، إذ يقول (عليه السلام): «... و اللّه لو ابتلوا بنا، و أمرناهم بذلك، لكان الواجب أن لا يتقبّلوه، فكيف و هم يروني خائفا وجلا استعدي اللّه عليهم، و أبرأ إلى اللّه منهم.

إني امرؤ ولدني رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و ما معي براءة من اللّه، إن أطعته رحمني، و إن عصيته عذبني عذابا شديدا».

و قال الإمام الصادق لمرازم- و هو جار بشار الشعيري أحد دعاة الألحاد و من الغلاة- «يا مرازم، إن اليهود قالوا و وحدوا اللّه، و إن النصارى قالوا و وحدوا اللّه، و إن بشارا قال قولا عظيما، فإذا قدمت الكوفة فأته و قل له: يقول لك جعفر: يا فاسق، يا كافر، يا مشرك، أنا بري‌ء منك».

قال مرازم: فلما قدمت الكوفة، فوضعت متاعي و جئت إليه و دعوت الجارية، و قلت قولي لأبي إسماعيل، هذا مرازم، فخرج إليّ. فقلت له: يقول لك جعفر بن محمد «يا كافر يا فاسق يا مشرك أنا برى‌ء منك».

فقال بشار: و قد ذكرني سيدي؟ قال: قلت: نعم ذكرك بهذا الذي قلت لك.

فقال: جزاك اللّه خيرا، و جعل يدعو لي‌ [1].

لقد أراد الإمام الصادق أن يحفظ تراث أهل البيت أيضا إلى جانب حماية العقيدة، فعمل على ترسيخ قاعدة الرواية عن أهل البيت بشروطها فقال: «فاتقوا اللّه و لا تقبلوا ما خالف قول ربنا و سنّة نبينا (صلّى اللّه عليه و آله و سلم)». و هي القاعدة التي قام عليها منهاج‌


[1] انظر الجزء الرابع من الكتاب، فصل مشكلة الغلاة. و فيه ذكر رؤسائهم، و عوامل نشأة حركاتهم، و بحث جوانب النقص في دراسة حركة الغلاة من قبل المؤرخين، و موقف الشيعة و أئمتهم من المغالين، و غيرها من النقاط.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 248
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست