responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 243

لأصحابه: أنا خلقت هذا لأنني كنت سبب كونه. فأرجف بذلك المرجفون، و لمّا بلغ الإمام الصادق ذلك قال (عليه السلام): «ليقل كم هي، و كم الذكران منه و الإناث؟ و ليأمر الذي يسعى إلى هذا أن يرجع إلى غيره» [1] قال ابن حجر: فبلغه ذلك- أي قول الإمام الصادق- فرجع.

دعوة الغلاة

: و لعل أكثر الدعوات شرّا و أسوأها أثرا و أهمها عند الإمام الصادق هي دعوة الغلاة- كما قدّمنا- الذين طمحوا في تلك العاصفة الهوجاء إلى بثّ روح التفرقة بين المسلمين، و شاعت أفكارهم تحت ستار حب آل محمد ليصلوا إلى ما يرمون إليه من إساءة. فبثوا الأحاديث الكاذبة، و أسندوها إلى حملة العلم من آل محمد، و تخلّقوا بأخلاقهم ليعمّوا بها على أتباع أهل البيت. و جاءوا بمفتريات حملوها على مبدأ الشيعة، و أراد أكثرهم أن يلبس نفسه لباس قدسيّة، فموّه على الناس بأن له صلة بالإمام الصادق و علاقة.

و قد أعلن (عليه السلام) براءته منهم، و نشر في العالم الإسلامي كذبهم و زيف أقوالهم و قال:

«لا تقاعدوهم، و لا تواكلوهم، و لا تصافحوهم و لا توارثوهم».

و من هذه الفقرات التي أعلنها (عليه السلام) يتبين لنا شدّة اهتمامه بكشف هؤلاء. و قد جعلهم في عداد الكفّار الذين تحرم مواكلتهم و مصافحتهم، كما أنه (عليه السلام) باين بينهم و بين المسلمين بعدم التوارث، فكان في هذا الموقف من الشدة ما يلزم بالتعرف على جذور هذه الدعوة و الاطلاع على أسرار معتقداتها و حقيقة أقوالها. و قد قمنا بما نعتقده وافيا بذلك في بحثنا عن هذه الحركة سابقا. و اهتمام الإمام الصادق و حكمه عليهم و عمله على إشاعة هذا الحكم في الأقطار يدلل على عظيم خطر هذه الحركة، و العمل على فضح ادعائها الحب لأهل البيت. كما أن استقراء عداء الإمام الصادق لهذه الحركة و موقفه منها يقودنا إلى نتائج و دلالات كثيرة منها:

1- إن هذه الحركة تعمد- عن طريق الحب العنيف المصطنع- إلى تشويه العقائد الإسلامية، و إشاعة الكفر و الزندقة تحت ستار الإسلام.


[1] لسان الميزان لابن حجر ج 2 ص 105.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست