نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 199
تابوت إلى البصرة. قال الخطيب: غلقت له أسواق مدينة بغداد، و خرج الرجال و النساء لحضور جنازته و الصلاة عليه، فأدرك ذلك بعض الناس وفات بعضهم لسرعة السير به، و دفن بالبصرة، و بنيت عليه قبة.
يذكر الخطيب في ترجمته عن عبد اللّه النهاوندي: قلت لغلام الخليل: ما هذه الأحاديث الرقائق التي تحدّث بها؟ قال: وضعناها لنرقق بها قلوب العامة. و عن ابن عدي: سمعت عبدان الأهوازي يقول: قلت لعبد الرحمن بن خراش: هذا الحديث الذي يحدّث به غلام الخليل لسليمان بن بلال من أين له؟ قال: سرقه من عبد اللّه بن شيب، و سرقه عبد اللّه بن شبيب من النضر بن سلمة، و وضعه شاذان [1]. و كان أكثر ما يتحدّث به بالموضوعات في مناقب الصحابة و غيرهم من الرجالات، و يتخذها وسيلة لمعاشه، و من وضعه حديث: (اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر و عمر) [2].
و هو من المحدّثين و الوعّاظ القصّاصين.
و لا يتّسع المجال لأكثر مما ذكرنا في هذا الاستطراد الذي لا تخفى دواعيه و أسبابه إذا ما استحضرنا ما شذّ به أقوام جعلوا من أحمد بن حنبل إماما و قدوة، و راحوا يطلقون التهم و التخرّصات في قضايا الأموات و القبور، و قضية النقل بعد الموت، و ما يتعلق بالدفن أمر معروف منذ صدر الإسلام إلى يومنا هذا، و قد سار عليه السلف و الخلف، فمن ينقل إلى المدينة، و من ينقل إلى دمشق، و من ينقل إلى بغداد، و من ينقل إلى القاهرة، و من ينقل من رمسه القديم إلى مكان آخر كما رأينا من نقل إلى مقبرة أحمد ..
و مقبرة أحمد بن حنبل في محلة الحربية التي تقع وراء مقابر قريش، و فيها الباب الذي كان بنو شيبان قد اتخذوها مقبرة لمن يموت منهم، ثم لمن يموت من أهل الحديث. فدفن أحمد بن حنبل في هذا الباب، لأنه إمام الحديث- كما قالوا- و لأنه من بني شيبان.
أما الحربية أو باب حرب، فقد نسب إلى حرب بن عبد اللّه أو حرب بن عبد