نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 189
الرأي و تيارات الجدل. و وضع بذلك المنحى مسوّغا للاحتماء بالتقليد، و مبررا للاتهام بالمروق. و لو قابل الاتجاهات و المدارس الفكرية التي نجمت عنها المسائل التي كره الخوض فيها و أنكر شيوعها، و أدت به إلى المحنة بطرق مماثلة تقابل الحجة بالحجّة، و تعتمد الاستدلال و المنطق؛ لما استغلت أقواله ذلك الاستغلال الذي أطلق العامة من عقالها، فراحت تعرّض أمن الناس للخطر، و تنزل بهم الويلات، و تصف الناس بالكفر.
يقول الإمام أحمد: (الدين إنما هو كتاب اللّه عز و جل، و آثار و سنن و روايات صحاح عن الثقات بالأخبار الصحيحة المعروفة، يصدّق بعضها بعضا حتى ينتهي ذلك إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و أصحابه و التابعين و تابعي التابعين، و من بعدهم الأئمة المعروفين المقتدى بهم، المتمسّكين بالسنة و المتعلقين بالآثار، لا يعرفون بدعة، و لا يطعن فيهم بكذب، و لا يرمون بخلاف، و ليسوا بأصحاب قياس و لا رأي، لأن القياس في الدين باطل، و الرأي مثله و أبطل منه، و أصحاب الرأي و القياس مبتدعة ضلّال، إلا أن يكون في ذلك أثر عمّن سلف من الأئمة) [1].
و هو يرى نفسه دائما متّبعا، فلا يتحدث إلا بما أخبر و حدّث، و يدعو إلى الاتباع: (هذه مذاهب أهل العلم و أصحاب الأثر و أهل السنة و المتمسكين بعروقها المعروفين بها، المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) إلى يومنا هذا، و أدركت من أدركت من علماء أهل الحجاز و الشام و غيرهم عليها، فمن خالف شيئا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو أعاب قائلها، فهو مبتدع خارج من الجماعة، زائل عن منهج السنة و سبيل الحق) [2].
أولاده
: ولد لأحمد بن حنبل عدة أولاد و هم صالح و عبد اللّه من أم، و حسن و محمد و سعيد من جارية تسمى حسن، و ولدت له بنتا سمّاها زينب، و قبل ولدت له ولدا رابعا سمّاه حسنا أيضا: