responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 16

و استمر مدة من الزمن يرهبون قلوب الناس، و يتعرضون بالشرّ لغيرهم من الطوائف، و إغراء بعضهم بعضا. مما حمل الخليفة الراضي على إصدار منشور في ردعهم بالقتل إن لم يرجعوا عن غيّهم‌ [1].

و من الملاحظ أن هذا المنشور قد أوقف نشاطهم. عن إثارة الفتن و الوقيعة بغيرهم، و خفف عن الناس بعض تلك الشرور التي لحقتهم بفعل التعصب لعقائد في التجسيم و آراء واهية مشبهة تجعل اللّه كالمخلوقات و المحدثات، و من نيل لمقامات الأولياء و مظاهر الاحتفال بسيرهم. و كان الراضي صريحا في إعلانه و شديدا في بيانه و قد توعّدهم في ختامه بالعقوبات الصارمة. و مما جاء في منشوره: «ثم استدعاؤكم المسلمين إلى الدين بالبدع الظاهرة و المذاهب الفاجرة التي لا يشهد بها القرآن، و إنكاركم زيارة قبور الأئمة و تشنيعكم على زوّارها بالابتداع، و أنتم مع ذلك تجتمعون على زيارة قبر رجل من العوام ... الخ» و مضمون البيان يعبّر عن عودة إلى أصول الحق و قواعد التفكير السليم.

و في أحضان الحكام و المتنفّذين، نشأ التعصب عنيفا، و غدا من أسلحتهم الفتاكة، فاستغل الحنابلة وجود من يتعصب لمذهبهم في فترة ردود الفعل و انعطاف الخلفاء الحكام لاستمالتهم في مواجهة آثار التطرف و التجاوز التي ارتكبت من المعتزلة عند ما ركنوا إلى السلطان و تناءوا عن مصادر الفكر. فكان الوزير يحيى بن محمد بن هبيرة حنبليا متعصبا لمذهبه، فنعموا في ظل سلطته، و تصرفوا في أمور لا يسوغ لهم الدخول بها. و لم تعدم المذاهب الأخرى من مناصرين لها باستعمال سلاح التعصب و الطائفية، فكان من يعهد إليه بوظيفة يوجه جهوده لنصرة مذهبه، و التحامل على غيره. فكان مرجان الخادم شافعي المذهب، تعصب على الحنابلة، و كان بينه و بين الوزير بن هبيرة عداء لأنه حنبلي و يتعصب لهم، كما نصب العداء لابن الجوزي،- و هو عالم الحنابلة و المبرز في عصره- و كان في عصرهما الأمير محمد بن موسى التركي أمير دمشق- و هو حنفي المذهب- و يتعصب للحنفية تعصبا مفرطا، و يعادي بقية المذاهب، و بالأخص الشافعية، و كان يعلن بأنهم ليسوا من المسلمين، و يقول:

لو كانت لي الولاية لأخذت من الشافعية الجزية [2] و عند ما برز الوزير نظام الملك في‌


[1] ابن مسكويه، تجارب الأمم ج 1 ص 322.

[2] ابن كثير ج 12 ص 175.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست