responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 130

و أوضاع الحركة الباطنية التي سمحت لنفسها بالتغذي من الأوهام، و الابتعاد عن جوهر أفكار الإمام الصادق و تعاليم أهل البيت، فاستقبلها أعداء الإسلام ليحكموا على حركة التشيّع و ما قدّمه الشيعة عبر التاريخ من خلال نصوص الآخرين المختلفة، و لم يحكّموا العقل، بل غلبهم الحقد و الهوى. غير أن من نواميس الحياة و سنن الكون بأن يعمل العقل و يطلق، فإن عطل في فترات، و فرضت مصالح الحكام أن يقمع الشيعة و تكبّل اتجاهات النظر و التدبر، فليس للشذوذ عن النواميس و السنن بقاء. و لذلك فمن حق كل نص ناقض العقل أن يردّ أو يهمل، أما التي تخالف الأصول فشأنها أخطر و أعظم.

و مما قدمناه من تفاسير مأثورة، و بطرقها المعتبرة توضح لنا نهج أهل البيت، و طريقة الإمام الصادق (عليه السلام) في بيان وجوه النص و تفسير القرآن، و إذا ما ورد استشهاد بآي من القرآن في موارد تعين أحوال الأئمة من أهل البيت، فإن المعروف منها بأنها نزلت في حق أهل البيت، و لم يشك فيها إلا من أفسد قلبه المرض، و شوّه عقله الزيغ، فراح لا يأبه بأقوال الحق و بالإذعان للصدق، حتى و إن كانت من غير الشيعة، بل غلبه التعصّب و صرعه النّصب، فأدّى به جهله إلى الإنكار، و عناده إلى الافتعال، و ما نراه إلا من سلالة الذين ارتوى سيف الإمام علي من دمائهم، و اختص بقطع أعناقهم، أو من الذين أعمى اللّه بصيرتهم؛ فضلّوا و حبطت أعمالهم.

أما تلك الجوانب من أحوال أهل البيت (عليهم السلام) التي تروى عن الإمام الصادق، فإنها تقوم على التشبيه و التمثيل الذي لا يمنع منه مانع، سيما و أن وجوه الشبه ظاهرة، و أمارات التقارب واضحة، فإن من لم يقرّ بولاية علي بن أبي طالب أو ينصب له العداء، ليس أصدق من وصف حاله بأنه: بطل عمله مثل الرماد الذي تجي‌ء الريح فتحمله. و هو أخذ من الآية الكريمة: مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ‌ لتصوير الإحباط.

و صفوة القول أن دعاوى الاتجاه الصوفي أو صدور التفسير الذي يتعلق بهذا الاتجاه ما هي إلا تأولات بعيدة بنيت على ظاهر اختص به أهل بيت النبي الأطهار و هو في حدود واقعهم و حياتهم اليومية يقوم على أساس من القرآن و الإيمان، و لكن أصحاب الاتجاه الصوفي أخذوا ظواهر التقشف و الزهد في سير أهل البيت و التي تعني التهيؤ لأعباء المهمات الدينية، و الاستعداد لتحمّل الرسالة، و مواجهة الحياة على‌

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست