responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 111

و هم يستميتون من أجل صون الرسالة و حفظ مبادئ العدل في مواجهة البغي و الأثرة و الجاهلية الجديدة التي تتخذ من الإسلام ستارا و هي ستارا و هي تشيد حكمها و ملكها على الأثرة و الاستغلال، و النهب و القتل.

و إذا عدنا إلى سيرة الإمام الصادق (عليه السلام) وجدنا- أن منهجها الفكري و الديني الذي شدّ إليه الناس، و جذب نحوه رجالات الأقطار و علماءها، فتتلمذوا على يديه، و تخرّجوا من مدرسته، يتّسم ببناء دقيق، لأنه يتجه إلى بناء المسلم من الداخل، فيتكلم (عليه السلام) بألفاظ و مفردات توضّح القصد، كما تسهّل التّأثير و الفعل. و في مجال الإيضاح و التفسير، يتحدث أبو عبد اللّه الصادق (عليه السلام) بصور و بيان يجسّد المطلوب و يجلو ما يخفى على الآخرين. فهو (عليه السلام) في خضم المعترك السياسي و المآسي الكبرى، يتجه إلى داخل النفوس و ما نجم عن معاناة الرعية بأشكالها المختلفة، و يهتم (عليه السلام) بطهارة الأرواح و استقامة السلوك.

قال الإمام الصادق:

«المرضى ثلاثة، عن النفس، و عن القلب، و عن الروح. فمرض المنافق عن النفس، و مرض المؤمن عن القلب، و مرض العارف عن الروح. فدواء المنافق دار جهنم، و دواء المؤمن معرفته و حبّه، و دواء العارف لقاؤه و قربه» [1].

و قوله (عليه السلام):

«من خاف اللّه أخاف اللّه منه كل شي‌ء، و من لم يخفف اللّه أخافه اللّه من كل شي‌ء» [2] يقصد به أن يعلّم الناس أن قوة الحكام الظلمة لا تطال المؤمنين، و أن اللجوء إلى اللّه هو الحصانة و المنجى من كل متسلّط جبّار. و قد اخترنا هذين القولين، لنخلص إلى أن الإمام الصادق (عليه السلام) في حياته قد صبّ جهوده على أمرين، الأول:

النضج و الإرشاد و وعظ الناس و الدعوة لدين الإسلام. و الثاني: التأكيد على السلطان الروحي و العبودية للّه تعالى التي تجعل من أشكال اضطهاد الرعية و ألوان عنف المتجبّرين و قوتهم امتحانا زائلا و مأزقا طارئا، و أن المواجهة الدامية بعد التجارب التي‌


[1] الاثني عشرية في المواعظ العددية.

[2] أصول الكافي.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست