نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 3 صفحه : 55
إنكارها أو تجاهل نتائج القضاء على الإمام الصادق بين أوساط العلماء و هو الذي يتودد إليهم و يحاول أن يركز سلطانه بصفة تتجاوز حدود الإمامة، كما يسعى إلى تركيز شخصيات عساها تؤثر على انصراف الناس إلى الإمام الصادق.
و لا يعني في واقع الأمر شيئا ما يطلقه المنصور على الإمام الصادق قدحا أو مدحا و أنه وصف الإمام بالصادق لأنه رفض أن يستجيب لدعوة بني عمه الحسنيين، إذ كان يرى أن بني العباس قد تهيئوا للأمر و أكل قلوبهم حب الحكم، فصرّح (عليه السلام) بأن الأمر سيكون لهم، و إنما كان ذلك من خلال حركة الدين و العلم إذ ضجت المراكز و مساجد الصلاة بالعلماء و هم يحدثون عن الإمام جعفر بن محمد في زمن كثر فيه ادعاء العلم و نشطت فيه حركة الوضع، فكان كل منهم يقول: حدثني الصادق، أو (أخبرنا العالم) إشارة إلى الإمام جعفر وارث علم النبيين و الراوي بسلسلة ذهبية تنمى إلى جده المصطفى (صلّى اللّه عليه و آله و سلم)، حيث صار من يدعي العلم ممن هو إمّعة بيد السلطان الجائر يسير في ركابه و ينفذ أغراضه الدنيئة ممن تسمّى بجعفر أيضا يرمى بالكاذب تمييزا عن جعفر الهدى و الصدق و سيد أهل عصره.
و يمكننا القول أن لقب الصادق كان أصل إطلاقه لأجل المكانة العلمية و المنزلة الروحية، ثم كان سببا في إطلاق لقب الكاذب على من حمل اسمه و قصد الإساءة لنهج أهل البيت، فهو في الأساس لصفة الصدق الغالبة في العلم و الحديث، و هي من خصائص أهل البيت، ثم كانت في مواجهة الانحراف عن السلوك المحمدي. فالواقع أن هناك من يرى أن اللقب وجد في هذه الظروف الأخيرة و هو اشتباه أيضا.
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 3 صفحه : 55