responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 3  صفحه : 53

المنصور، فختن بعض القواد ابنا له و صنع طعاما و دعا الناس، و كان أبو عبد اللّه فيمن دعي، فاستسقى رجل ماء فأتي بقدح فيه شراب لهم، فلما أن صار القدح بيد الرجل قام أبو عبد اللّه عن المائدة. و قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): «ملعون ملعون من جلس على مائدة يشرب عليها الخمر».

و في رواية أخرى: «ملعون ملعون من جلس طائعا على مائدة يشرب عليها الخمر».

و ناهيك بما أحدثته هذه القضية من أثر في الاجتماع، عند ما يطلق أبو عبد اللّه هذه العبارة معبرا بها عن غضبه، و استهانة بكرامة ذلك القائد حفظا لكرامة الإسلام، فمن يا ترى يسمع هذه الكلمة من الصادق، و ينظر إلى تأثره، و يبقى على تلك المائدة.

فذلك نهج الإمام في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر الذي يرسخ أحكام القرآن و يرعى بذور الإيمان. أما الذين باعوا دينهم بدنياهم و ارتضوا أن يكونوا أتباعا لحكام الجور و الفجور فلهم أن يروا في موقف الإمام ما يناسب مصالحهم و يحميها لتبقى بطونهم ملأى بكل عفن و عقولهم سكرى بالضلال و الانحراف.

و بالاختصار فإن وجود الإمام الصادق في الكوفة كان أعظم على المنصور من كل شي‌ء، فعدل عن حكمه بالإقامة الجبرية على الإمام و أرجعه إلى المدينة و هكذا عدة مرات.

و كان (عليه السلام) يلجأ إلى اللّه في مهماته و يسأله دفع شر خصمه و مكره.

قال رزام بن قيس الكاتب مولى خالد العشري: أرسلني المنصور إلى جعفر بن محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام)، فلما أقبلت عليه و المنصور بالحيرة و علونا النجف نزل جعفر عن راحلته، فأسبغ الوضوء فصلى ركعتين، ثم رفع يديه فدنوت منه فإذا هو يقول: اللهم بك أستفتح و بك أستنجح و بمحمد عبدك و رسولك أتوسل، اللهم سهل حزونته و ذلل لي صعوبته، و أعطني من الخير أكثر ما أرجو، و اصرف عني من الشر أكثر مما أخاف. ثم ركب راحلته، فلما وقف بباب المنصور و أعلم بمكانه فتحت الأبواب، و رفعت الستور، فلما قرب من المنصور قام إليه فتلقاه و أخذ بيده،

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 3  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست